دعم فلسطين بالإشتراك في أو إنشاء وقف مخصص لها شاهد الفيديو لتفهم أكثر
طريقة الدعم
استراتيجية مستدامة لدعم فلسطين: إنشاء أوقاف مخصصة
تطرح هذه النقطة فكرة استراتيجية ومستدامة لدعم القضية، وهي: إنشاء أوقاف مخصصة لفلسطين.
يمثل هذا النهج نقلة نوعية من العطاء المباشر والمستهلك إلى العطاء الاستثماري والمستمر، مما يضمن تدفقاً مالياً دائماً لدعم القضية.
1. ما هو الوقف وكيف يختلف عن الصدقة المباشرة؟
يتم التمييز بوضوح بين نوعين من العطاء:
الصدقة المباشرة
هي أن تعطي مبلغاً من المال يتم إنفاقه بالكامل (أو معظمه بعد خصم المصاريف الإدارية) على غرض محدد وفوري، مثل شراء طعام أو دواء.
بمجرد إنفاق المال، ينتهي أثره المادي المباشر.
الوقف
هو أن يتم “حبس” أو تجميد أصل المال وتوجيهه نحو كيان استثماري مدر للدخل. بدلاً من إنفاق أصل المبلغ، يتم استثماره في أصول مثل:
-
عقارات يتم تأجيرها
-
مشاريع تجارية تحقق أرباحاً
بعد ذلك، يتم توجيه العائد أو الريع الناتج عن هذا الاستثمار (مثل الإيجارات أو الأرباح) بشكل مستمر ودائم للإنفاق على الأغراض الخيرية المحددة.
2. فوائد ومزايا نموذج الوقف
-
الاستدامة والأثر طويل الأمد:
الوقف يضمن وجود مصدر دخل دائم ومستمر لا ينقطع. فبدلاً من إعطاء “سمكة” للفقير مرة واحدة، فإنك تشتري له “صنارة” (الأصل الوقفي) تظل تطعمه إلى ما شاء الله.
-
الصدقة الجارية:
يعتبر الوقف من أعظم صور الصدقة الجارية. يظل ثوابه يتدفق على الواقف حتى بعد وفاته، طالما أن الأصل الوقفي يدر دخلاً ويتم إنفاقه في الخير.
كل ريال يتم إنفاقه من ريع الوقف يُكتب في ميزان حسنات المؤسسين.
3. كيفية إنشاء وقف لفلسطين
قد لا يكون إنشاء وقف أمراً في متناول الجميع، ولكن هناك طرق متعددة للمساهمة في تحقيق هذه الفكرة:
أ) الإقناع والتوجيه
إذا كنت لا تملك القدرة المالية، ولكنك تعرف شخصاً ثرياً، فإن دورك هو إقناعه بجدوى وفضل هذه الفكرة العظيمة.
ب) المبادرات الجماعية
يمكن لمجموعة من رجال الأعمال (ثلاثة أو أربعة) أن يتعاونوا ويجمعوا أموالهم لتأسيس وقف مخصص لفلسطين.
ج) التخصص في الإنفاق
يمكن للواقف أو المؤسسين أن يضعوا شروطاً محددة لكيفية إنفاق ريع الوقف، مما يضمن توجيه الدعم للمجالات الأكثر أهمية. على سبيل المثال، يمكن تخصيص الوقف:
-
للتعليم فقط
-
للرعاية الطبية فقط
-
لتوفير الغذاء فقط
بهذه الطريقة، يتم تحويل الأموال التي يتم جمعها إلى أصول استثمارية، ويتم توجيه عوائدها بشكل دائم كصدقة جارية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في المجالات الحيوية التي يحددها الواقفون.
إنها رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء مؤسسات قادرة على دعم القضية بشكل مستقل ومستدام على المدى الطويل.
أسئلة و أجوبة شائعة
-
التعقيد يعتمد على البلد الذي يتم فيه تأسيس الوقف، ولكن هناك مبادئ عامة:
- الاستعانة بالخبراء: الخطوة الأولى هي استشارة محامين وخبراء ماليين متخصصين في تأسيس المؤسسات غير الربحية والأوقاف الخيرية. هم الأقدر على إرشادك عبر الإجراءات القانونية اللازمة في بلدك.
-
اختيار الهيكل القانوني المناسب: قد لا يكون مصطلح “وقف” (
Waqf) معترفاً به قانونياً في كل الدول. لكن يمكن تحقيق نفس الهدف من خلال هياكل قانونية حديثة معادلة، مثل:- مؤسسة خاصة (Private Foundation): كيان قانوني مستقل يتم تمويله من مصدر واحد (فرد أو عائلة) ويقوم بتوزيع الأموال على قضايا خيرية.
- صندوق استئماني خيري (Charitable Trust): اتفاق قانوني يتم بموجبه وضع الأصول تحت إدارة “أمين” (
trustee) ليديرها وينفق ريعها لصالح المستفيدين.
- إعداد صك الوقف (Waqf Deed / Trust Deed): هذه هي الوثيقة القانونية الأساسية التي تحدد كل شيء عن الوقف: اسم الوقف، أصوله، أهدافه (مثلاً: “دعم التعليم في فلسطين”)، أسماء النظّار أو الأمناء (
board members)، وكيفية إدارته. يجب أن تكون هذه الوثيقة دقيقة جداً لتجنب أي مشاكل مستقبلية. - التحديات العابرة للحدود: تحويل الأموال إلى فلسطين مباشرة قد يكون معقداً بسبب القيود السياسية والمصرفية. لذلك، غالباً ما تقوم هذه الأوقاف بالعمل من خلال شركاء تنفيذيين موثوقين على الأرض (مثل الجامعات، المستشفيات، أو المنظمات غير الحكومية المسجلة) لضمان وصول الدعم بشكل قانوني وآمن.
-
هذا هو قلب نجاح الوقف، ويتطلب حوكمة رشيدة .
- مجلس نظّار (أمناء) كفؤ: يجب اختيار مجلس إدارة للوقف يضم أشخاصاً يجمعون بين التقوى والأمانة من جهة، والخبرة المالية والاستثمارية من جهة أخرى. دورهم هو وضع السياسة الاستثمارية والإشراف على تنفيذها.
- الاستعانة بمديري استثمار محترفين: يمكن لمجلس الإدارة توظيف شركات أو أفراد متخصصين في إدارة المحافظ الاستثمارية لإدارة أصول الوقف بشكل احترافي، ولكن تحت إشراف المجلس.
-
سياسة استثمارية متوازنة: يجب أن توازن السياسة الاستثمارية بين هدفين:
- الحفاظ على أصل الوقف: يجب تجنب الاستثمارات عالية المخاطر التي قد تعرض أصل المال للخطر.
- تحقيق عائد جيد: يجب السعي لتحقيق أفضل عائد ممكن لتعظيم حجم المساعدات التي يمكن تقديمها. غالباً ما يتم تنويع الاستثمارات في أصول مختلفة (عقارات، أسهم متوافقة مع الشريعة، صكوك، وغيرها).
- الشفافية والتقارير الدورية: يجب على إدارة الوقف إصدار تقارير مالية سنوية مفصلة ومُدققة من قبل جهة خارجية، توضح حجم الأصول، أداء الاستثمارات، وحجم الأموال التي تم إنفاقها وأين تم إنفاقها. الشفافية تبني الثقة وتضمن المساءلة.
-
بالتأكيد. مفهوم الوقف ليس حكراً على الأثرياء. هناك نماذج حديثة تسمح بمشاركة الجميع:
- الأوقاف الجماعية (Crowdfunded Waqf): يمكن تأسيس وقف يتم تمويله من خلال مساهمات صغيرة من آلاف الأشخاص. على سبيل المثال، يمكن إطلاق حملة لجمع مليون دولار لشراء مبنى وتخصيصه كوقف، حيث يساهم كل شخص بما يستطيع (10 دولارات، 100 دولار، إلخ). كل مساهم يصبح “واقفاً” بقدر مساهمته وله أجر الصدقة الجارية.
- الصناديق الوقفية الاستثمارية: بعض المؤسسات المالية الإسلامية بدأت في إنشاء “صناديق وقفية” يمكن للجمهور شراء وحدات أو أسهم فيها. هذه الصناديق تستثمر الأموال المجمعة، وتوجه أرباحها للأعمال الخيرية. هذا يسمح لصغار المستثمرين بالمشاركة في مشاريع وقفية ضخمة.
- الوقف النقدي المؤقت: يمكن للشخص أن يوقف مبلغاً من المال (مثلاً 1000 دولار) لمدة محددة (مثلاً 5 سنوات) لدى مؤسسة خيرية. تقوم المؤسسة باستثمار المبلغ خلال هذه الفترة وإنفاق الأرباح، ثم تعيد أصل المبلغ لصاحبه بعد انتهاء المدة.
فالفكرة هي تجميع الأموال الصغيرة من الكثيرين لخلق أصل وقفي كبير ومؤثر.
-
هذا سؤال حساس ويعكس الواقع السياسي المعقد.
- خطر التسييس والتجريم: قضية فلسطين قضية مسيّسة للغاية. أي شخصية عامة بارزة، خاصة إذا كانت لها مواقف واضحة، قد يؤدي وجودها في مجلس إدارة وقف إلى لفت انتباه أجهزة استخباراتية أو جماعات ضغط معادية. قد يتم اتهام الوقف بـ”تمويل الإرهاب” كذريعة لتجميد أصوله وملاحقة القائمين عليه.
- حماية الوقف: أحياناً، يكون وجود شخصيات عامة مثيرة للجدل في الواجهة ضاراً بالعمل المؤسسي نفسه. من الأفضل أن تدار هذه الأوقاف من قبل شخصيات مهنية (تكنوقراط) غير معروفة إعلامياً، تعمل بهدوء بعيداً عن الأضواء والاستقطاب السياسي. هذا يوفر حماية أكبر للوقف ويضمن استمراريته.
- فصل الدعوة عن الإدارة: يمكن للشخصية العامة أن تلعب دوراً حيوياً في الدعوة لإنشاء الوقف وجمع التبرعات له (وهو ما تم فعله في النص)، دون أن تشارك في إدارته التنفيذية اليومية. هذا يفصل بين الدور الدعوي العام والدور الإداري الحساس، ويحمي المؤسسة والقائمين عليها.
الخلاصة هي أن الحكمة تقتضي أحياناً العمل في الظل لحماية المشاريع الاستراتيجية من الاستهداف السياسي.
-
هذا السؤال يمس جوهر فلسفة التخطيط في الأزمات. الإجابة ليست “هذا أو ذاك”، بل “هذا وذاك معاً”.
- الوقف ليس بديلاً عن الإغاثة العاجلة: لا يمكن ولا يجوز أبداً إيقاف حملات الإغاثة العاجلة لصالح بناء الأوقاف. إنقاذ نفس واحدة من الهلاك هو أولوية قصوى لا جدال فيها. حملات الإغاثة يجب أن تستمر وأن تكون هي الواجهة الأولى للاستجابة.
- الوقف هو خط الدفاع الثاني والمستقبلي: الوقف هو التفكير الاستراتيجي الذي يحدث بالتوازي. بينما يقوم خط الإغاثة الأمامي بإطفاء الحرائق، يقوم خط الوقف الخلفي ببناء “نظام إطفاء” دائم للمستقبل. الهدف هو كسر حلقة الاعتماد الدائم على التبرعات الطارئة التي تزداد وتنقص مع اهتمام الإعلام والعواطف الآنية.
- تخصيص الموارد: الحل العملي هو أن يوجه المتبرعون والمؤسسات الخيرية جزءاً من أموالهم للإغاثة العاجلة وجزءاً آخر لبناء الأصول الوقفية. على سبيل المثال، رجل أعمال يمكنه أن يتبرع بمليون دولار مباشرة للطعام والدواء، وفي نفس الوقت يوقف عقاراً بقيمة 5 ملايين دولار لضمان وجود دخل مستمر للسنوات القادمة.
- الوقف كأداة لإعادة الإعمار: في مرحلة ما بعد الحرب، ستبدأ مرحلة إعادة الإعمار، وهي مرحلة طويلة ومكلفة. الأوقاف التي يتم تأسيسها اليوم ستكون هي المصدر المالي الرئيسي الجاهز لتمويل بناء المستشفيات والمدارس والبيوت التي دمرت، وذلك في وقت قد يكون الدعم الإغاثي العاجل قد خفت.
فالوقف ليس ترفاً، بل هو عين الحكمة والبصيرة التي تضمن عدم تكرار نفس المأساة بنفس الشدة في المستقبل.
-
نعم، وهذا هو مفتاح إحياء دور الوقف الحضاري في القرن الحادي والعشرين.
- الوقف على الشركات الناشئة (Venture Waqf): يمكن إنشاء صناديق وقفية متخصصة في الاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة التي يقودها شباب فلسطينيون أو مسلمون. جزء من أرباح هذه الشركات يعود للصندوق الوقفي ليعاد استثماره، مما يخلق دورة مستدامة من الابتكار والتنمية الاقتصادية.
- وقف الملكية الفكرية: يمكن لعالم أو كاتب أو مبرمج أن “يوقف” حقوق الملكية الفكرية لكتابه أو اختراعه أو برنامجه. هذا يعني أن كل العوائد المستقبلية من مبيعات هذا المنتج الفكري تذهب إلى غرض خيري معين.
- الوقف الرقمي: يمكن وقف أصول رقمية مثل اسم نطاق (
domain name) ذي قيمة عالية أو برنامج معين باشتراكات شهرية تذهب ارباحه كوقف لفلسطين. - الوقف البيئي: يمكن إنشاء أوقاف تهدف إلى تمويل مشاريع الطاقة المتجددة أو إعادة التشجير في فلسطين، مما يجمع بين الأثر الخيري والأثر البيئي.
الجوهر الفقهي للوقف مرن جداً: “حبس الأصل وتسبيل المنفعة”. يمكن تطبيق هذا المبدأ على أي أصل له منفعة أو عائد مالي، مما يفتح الباب أمام أشكال لا حصر لها من الأوقاف المبتكرة التي تخدم احتياجات العصر.
-
هذا هو التحدي الأكبر لاستدامة الوقف، والمواجهة تكون عبر بناء “حصون” قانونية وأخلاقية منذ اليوم الأول.
- صك الوقف المحكم: يجب أن يكون صك الوقف (Waqf Deed) واضحاً ومفصلاً بشكل لا يدع مجالاً للتأويل. يجب تحديد “شرط الواقف” بدقة متناهية (مثلاً: “هذا الوقف مخصص حصراً لتمويل منح الدكتوراه في الهندسة لطلاب من غزة في الجامعات الماليزية”)، والنص صراحةً على عدم جواز تغيير هذا الشرط.
- آليات الرقابة والمحاسبة: يجب وضع آليات رقابة داخلية وخارجية قوية. يمكن أن ينص صك الوقف على وجوب وجود “مجلس شرف” أو “هيئة رقابة شرعية” مستقلة لها صلاحية عزل النظّار إذا ثبت انحرافهم. كما يجب فرض التدقيق المالي السنوي من قبل شركات تدقيق عالمية كبرى.
- التجديد في النظّار: يجب وضع آلية واضحة لاختيار النظّار الجدد عبر الأجيال، بحيث تضمن اختيار شخصيات مشهود لها بالكفاءة والأمانة، وليس فقط أبناء أو أقارب النظّار الحاليين (الوراثة).
- اللامركزية في الأصول: بدلاً من تركيز كل أصول الوقف في بلد واحد، يمكن توزيعها جغرافياً في ولايات قضائية مختلفة. هذا يقلل من خطر المصادرة من قبل حكومة واحدة.
- الشفافية المطلقة: جعل تقارير الوقف وأنشطته متاحة للعامة يخلق رقابة مجتمعية. عندما يعرف الجمهور أهداف الوقف وأداءه، يصبح من الصعب على أي إدارة الانحراف دون إثارة الرأي العام.
على الرغم من عدم وجود ضمانة بنسبة 100%، فإن هذه الإجراءات مجتمعة تخلق نظام حوكمة رشيداً يجعل من الصعب جداً الانحراف عن الهدف الأصلي الذي أسس من أجله الوقف.
تذكر أنه عليك السعي قدر وسعك، وليس عليك النتيجة
أخلص نيتك لله، ولا تعجز، ولا تقلل من فعلك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها فهناك خالق عادل عنده تجتمع الخصوم
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال