Skip to content

دعم فلسطين بإستغلال قدراتك وتخصصك و مهاراتك الشخصية شاهد الفيديو لتفهم أكثر

طريقة الدعم

توظيف القدرات والمواهب لخدمة القضية

تنتقل هذه النقطة بالخطة من الإجراءات العامة التي يمكن لكل مسلم القيام بها إلى مستوى أكثر تخصصاً وعمقاً، وهو توظيف القدرات والمواهب والمهن الفريدة التي وهبها الله لكل فرد كأداة لخدمة القضية.

الفكرة الجوهرية هي أن دورك في دعم القضية لا يقتصر على كونك مسلماً عاماً، بل يمتد ليشمل دورك كطبيب، ومهندس، وكاتب، وفنان، وسياسي. كل مهنة وموهبة هي بمثابة “ثغر” يجب أن يقف عليه صاحبه ليدافع عن الحق من خلال تخصصه.


1. المبدأ الأساسي: موهبتك هي سلاحك

الانتقال من العام إلى الخاص

بعد أن تقوم بالواجبات العامة كالدعاء والتبرع والمقاطعة، تأتي هذه المرحلة لتسأل نفسك:

“ما هي القدرة الإضافية أو الخاصة التي أمتلكها ويمكنني أن أجعلها في خدمة فلسطين؟”

استخدام ما تملكه بالفعل

لا تتطلب منك هذه النقطة تعلم مهارة جديدة من الصفر، بل تدعوك لاستخدام المهارات التي تتقنها بالفعل وتتفوق فيها. فاعلية الشخص تكون في أوجها عندما يعمل في مجال خبرته.


2. اكتشف موهبتك وفعّلها

يشير المقطع إلى حقيقة مهمة: قد تعرف قدرتك، وقد لا تعرفها. هذا يعني أن الخطوة الأولى هي التأمل واكتشاف الذات.

  • ما الذي تتقنه؟ قد تكون موهبتك واضحة كالكتابة أو الخطابة.

  • ما الذي قد يكون خفياً؟ قد تكون قدرتك في التنظيم، أو بناء العلاقات، أو التحليل الرقمي، أو حتى قوة الذاكرة. كل هذه القدرات يمكن توظيفها.

العمل في مجال القوة

بمجرد تحديد نقطة قوتك، يجب أن توجهها لخدمة القضية. هذا هو معنى “تسخير النعمة”.


3. أمثلة عملية لتسخير المواهب

يقدم المقطع أمثلة واضحة لكيفية تطبيق هذا المبدأ على مهن ومواهب مختلفة:

  • الخطيب والمتحدث: عليه أن يخصص جزءاً من خطاباته ومحاضراته للحديث عن القضية، وشرح أبعادها، وتصحيح المفاهيم، وحث الناس على الدعم.

  • الكاتب والصحفي والمؤلف: سلاحه هو قلمه. يجب أن يكتب المقالات والكتب والمنشورات التي تفضح جرائم الاحتلال، وترد على الشبهات، وتنشر الرواية الفلسطينية الصحيحة.

  • الطبيب وأصحاب المهن الموثوقة: يتمتع الطبيب بثقة كبيرة من مرضاه والمجتمع. يمكنه استغلال هذه الثقة في الحديث عن الجانب الإنساني للقضية، وتوضيح حجم الكارثة الصحية، وحث الناس على التبرع للمشاريع الطبية والإغاثية.

  • السياسي والمسؤول (الوزير، المحافظ، رئيس الوزراء): منصبه هو سلاحه. يجب أن يستخدم سلطته ونفوذه للدفاع عن الحق في المحافل الدولية، واتخاذ مواقف سياسية داعمة، وتسهيل المساعدات.

  • المعلّم والمربي: يمكنه تعليم الأجيال الجديدة تاريخ فلسطين، وغرس حب القضية في قلوبهم، وتنشئتهم على فهم أبعاد الصراع.

  • الفنان والمصمم: يمكنه تصميم الرسوم البيانية (الإنفوجرافيك)، والملصقات، والرسوم الكاريكاتورية، ومقاطع الفيديو التي تنقل الحقيقة بشكل مرئي ومؤثر يتجاوز حواجز اللغة.

  • المبرمج والتقني: يمكنه المساهمة في حماية المواقع الفلسطينية من الهجمات الإلكترونية، أو تطوير تطبيقات لتسهيل التبرعات، أو إنشاء منصات لنشر الأخبار الموثوقة.


4. البُعد الإيماني: الموهبة نعمة ومسؤولية

شكر النعمة

إن استخدام الموهبة التي وهبك الله إياها في نصرة دينه والمستضعفين هو من أعظم صور شكر هذه النعمة.

المساءلة

سيسألك الله يوم القيامة عن هذه القدرات والمواهب:

  • فيم استخدمتها؟

  • هل استخدمت قدراتك في الحق؟

  • هل استخدمت قلمك البليغ في الدفاع عن المظلومين؟

كلٌّ ميسّر لما خُلق له

لقد وهبك الله هذه الموهبة لسبب. استخدامها في خدمة قضية عادلة هو تحقيق للغاية من وجودها.


الخلاصة

النقطة الحادية عشرة هي دعوة لكل فرد ليتحول من مجرد متلقٍ ومتعاطف إلى فاعل ومؤثر في مجاله الخاص.

إنها دعوة لتحويل مهنتك وموهبتك من مجرد مصدر رزق إلى أداة قوية في معركة الوعي والحق.

أسئلة و أجوبة شائعة

  • هذا الشعور شائع جداً، والمفتاح هو إعادة تعريف مفهوم “الموهبة”.

    • الموهبة ليست فقط في الفن والإبداع: الموهبة قد تكون “مهارة ناعمة” لا تلاحظها في نفسك. هل أنت مستمع جيد؟ هذه موهبة يمكنك استخدامها في دعم أصدقائك المستنزفين نفسياً من متابعة الأخبار. هل أنت منظم ودقيق؟ هذه موهبة يمكنك استخدامها للمساعدة في تنظيم فعالية بسيطة أو حملة تبرعات في حيك أو مكان عملك. هل أنت شخص اجتماعي وتحب بناء العلاقات؟ يمكنك استخدام هذه الموهبة لربط أشخاص مختلفين ببعضهم البعض لخدمة القضية.
    • ابحث في “نقاط شغفك” وليس فقط “نقاط قوتك”: ما هو الشيء الذي تستمتع بفعله حتى لو لم تكن الأفضل فيه؟ إذا كنت تحب الطبخ، يمكنك تنظيم يوم لبيع الطعام يذهب ريعه لدعم فلسطين. إذا كنت تحب ألعاب الفيديو، يمكنك تنظيم بث مباشر للعبة وتخصيص التبرعات الواردة للقضية.
    • اسأل من حولك: أحياناً، يرى الآخرون فينا مواهب لا نراها في أنفسنا. اسأل أصدقاءك المقربين أو عائلتك: “ما هو الشيء الذي تعتقدون أنني أجيده؟” قد تتفاجأ بالإجابة. القوة ليست دائماً في التميز العالمي، بل في استخدام ما تملكه بصدق وإخلاص.
  • كل مهنة لها زاوية يمكن من خلالها خدمة القضية، والمطلوب هو التفكير الإبداعي.

    • أولاً: دائرة التأثير المباشر: أنت تتفاعل مع عشرات الأشخاص يومياً (زملاء، عملاء).
      • كمحاسب: يمكنك التحدث مع زملائك وعملائك عن أهمية التدقيق في استثمارات الشركات والتأكد من أنها لا تدعم الاحتلال. يمكنك مساعدة المؤسسات الخيرية في تنظيم حساباتها المالية مجاناً (عمل تطوعي).
      • كميكانيكي أو نجار: يمكنك وضع ملصق صغير في ورشتك يدعم القضية أو يعرض رمزاً للتضامن. هذا يفتح باب النقاش مع العملاء. يمكنك أيضاً تخصيص نسبة صغيرة جداً من أرباح يوم معين في الأسبوع للتبرع، والإعلان عن ذلك. هذا لا يدعم القضية مالياً فحسب، بل يرفع الوعي أيضاً.
    • ثانياً: استخدام مهارات المهنة بشكل غير مباشر:
      • مهارات المحاسب في التنظيم المالي والتدقيق لا تقدر بثمن لأي حملة تبرعات لضمان الشفافية.
      • مهارات الميكانيكي أو النجار العملية يمكن أن تكون مفيدة في بناء مجسمات رمزية للمسيرات، أو صيانة معدات تستخدم في الفعاليات.
    • الفكرة المحورية: لا تحصر دور مهنتك في المنتج النهائي فقط، بل انظر إلى المهارات التي تتطلبها هذه المهنة (حل المشكلات، الدقة، التواصل مع العملاء) ودائرة الناس الذين تتفاعل معهم بسببها.
  • هذا وضع حساس جداً يتطلب حكمة وتوازناً بين المبدأ والواقع.

    • لا ضرر ولا ضرار: القاعدة الأساسية هي ألا تضر نفسك ضرراً كبيراً لا يمكنك تحمله. فقدان مصدر رزقك قد يجعلك عاجزاً عن دعم نفسك وعائلتك، وبالتالي عاجزاً عن دعم أي قضية.
    • العمل “خلف الكواليس”: بدلاً من الحديث العلني باسم الشركة، يمكنك استخدام مهاراتك بشكل غير مباشر.
      • إذا كنت كاتباً أو مصمماً في هذه الشركة، يمكنك التطوع بكتابة وتصميم محتوى لمنظمات حقوقية بشكل شخصي ومجهول في وقت فراغك.
      • يمكنك التوعية بين زملائك الموثوقين في أحاديث جانبية خاصة.
      • يمكنك الضغط داخلياً (إذا كان هناك هامش لذلك) على الشركة لتبني سياسات استثمار أخلاقية أو دعم قضايا إنسانية بشكل عام دون تسمية فلسطين مباشرة، مما قد يشملها ضمنياً.
    • اعرف حدودك: التضحية بالوظيفة قد تكون مطلوبة في مواقف نادرة جداً ومصيرية، ولكنها ليست القاعدة العامة المطلوبة من كل شخص. الحكمة تقتضي أن تحافظ على موقعك وتستخدمه بحذر وذكاء من الداخل، فهذا قد يكون أكثر تأثيراً على المدى الطويل من عمل بطولي واحد يكلفك المنصة بأكملها.
  • كلا الخيارين لهما مكان وقيمة، والاختيار يعتمد على طبيعة الموهبة والهدف.

    • العمل الفردي:
      • الإيجابيات: سرعة في اتخاذ القرار، مرونة عالية، إمكانية التعبير عن رؤيتك الشخصية دون قيود. هذا مناسب جداً للأعمال الإبداعية الفردية كالكتابة، الرسم، أو تقديم محتوى شخصي.
      • السلبيات: قد يكون التأثير محدوداً، وصعب الاستدامة، وقد تفتقر إلى وجهات النظر الأخرى التي تصقل العمل. كما أن العبء كله يقع عليك وحدك.
    • العمل الجماعي (الانضمام لفريق أو مؤسسة):
      • الإيجابيات: تأثير مضاعف، تكامل المهارات (كاتب + مصمم + مسوق = حملة متكاملة)، توزيع الأعباء، استدامة أكبر للمشروع. العمل الجماعي يفتح آفاقاً لمشاريع أكبر وأكثر تعقيداً لا يمكن لفرد واحد القيام بها.
      • السلبيات: قد يكون أبطأ بسبب الحاجة للتنسيق والاتفاق، وقد تضطر لتقديم تنازلات في رؤيتك الفنية أو الشخصية من أجل مصلحة المجموعة.
    • التوصية الاستراتيجية: ابدأ بما تستطيع فردياً، وابحث عن فريق لتتكامل معه. لا تنتظر العثور على الفريق المثالي لتبدأ. ابدأ بإنتاج محتوى أو عمل ما بموهبتك، وهذا سيجعلك مرئياً للآخرين الذين يشاركونك نفس الشغف، مما يسهل تشكيل الفرق أو الانضمام إليها لاحقاً. العمل الجماعي هو الهدف الاستراتيجي الأسمى لتحقيق تأثير واسع ومستدام.
  • هذا سؤال مهم جداً ويتعلق بـ “استراتيجية المحتوى” و”إيجاد الفجوة”.

    • التكرار مفيد للتأكيد: أولاً، لا تستهن بقوة التكرار. في معركة الروايات، التكرار المستمر لرسالة معينة عبر أصوات مختلفة هو ما يرسّخها في الوعي العام. وجود عشرات الأصوات أفضل من صوت واحد.
    • ابحث عن زاويتك الفريدة: بدلاً من تكرار نفس الأخبار بنفس الطريقة، اسأل نفسك:

      • ما هو الجمهور الذي لم يخاطبه أحد؟ ربما يمكنك تبسيط القضية للأطفال، أو شرحها بلغة يفهمها مجتمع المهندسين، أو ربطها باهتمامات محبي البيئة.
      • ما هو الشكل الذي لم يستخدمه أحد؟ هل يمكن تحويل البيانات والإحصاءات إلى قصائد؟ هل يمكن شرح نقطة تاريخية معقدة من خلال مقطع رسوم متحركة قصير؟
      • ما هي المهنية التي يمكنك إضافتها؟ إذا كنت خبيراً اقتصادياً، يمكنك تحليل التكلفة الاقتصادية للاحتلال. إذا كنت محامياً، يمكنك شرح الانتهاكات القانونية بلغة مبسطة. تخصصك هو ما يميزك.
    • الجديد ليس في المعلومة بل في طريقة العرض: غالباً ما تكون المعلومات الأساسية معروفة، لكن الإبداع يكمن في طريقة عرضها وربطها بجمهور جديد أو بمنظور مختلف
  • هذه معضلة “قياس الأثر” في العمل غير الربحي والحقوقي، وحلها يكمن في تغيير مقاييس النجاح.

    • وسّع تعريف “الأثر”: الأثر ليس فقط تغيير سياسات الدول. الأثر هو أيضاً:
      • شخص واحد تعلم معلومة جديدة بسبب منشورك.
      • شخص واحد تردد في شراء منتج داعم للاحتلال بسبب حملة المقاطعة التي شاركت فيها.
      • شخص واحد شعر بالأمل ولم يفقد إيمانه بالإنسانية لأنه رأى عملك التضامني.
      • الأثر هو الحفاظ على القضية حية في الضمير الإنساني. هذه انتصارات صغيرة ولكنها حيوية.
    • ركز على “مؤشرات الأداء” (Input) وليس فقط “مؤشرات الأثر” (Output): لا يمكنك التحكم في النتائج النهائية، ولكن يمكنك التحكم في مدخلاتك. اجعل مقياس نجاحك هو التزامك بالخطة: “هل أنتجت مقالاً هذا الأسبوع؟ هل تطوعت بساعتين؟ هل تواصلت مع شخص جديد؟”. الاحتفال بإنجاز هذه المهام الصغيرة يمنحك دفعة معنوية للاستمرار بغض النظر عن النتائج الكبرى.
    • تذكر البعد الإيماني: مرة أخرى، أنت مسؤول عن السعي وليس النتيجة. مجرد تقديم عملك هو نجاح في حد ذاته في ميزان الله. هذا اليقين هو أقوى دافع للاستمرار عند غياب الأثر المادي الملموس.
  • هذا هو التوازن الدقيق بين الواجب والتطوع، وبين حق النفس وحق القضية.

    • نموذج “النسبة المئوية”: لا يجب أن يكون الخيار بين 0% و 100%. يمكنك تبني نموذج النسبة المئوية. خصص، على سبيل المثال، 80% من وقتك المهني لعملك الذي يدر عليك دخلاً، و 20% من وقتك أو طاقتك الإبداعية للتطوع في خدمة القضية. هذه النسبة تضمن أنك تلبي احتياجاتك المادية (وهو واجب أيضاً) وفي نفس الوقت تساهم بموهبتك.
    • دمج القضية في العمل التجاري: هل هناك طريقة لجعل عملك التجاري يخدم القضية؟
      • إذا كنت مصمماً، هل يمكنك إنشاء خط إنتاج صغير (مثل قمصان أو ملصقات) يذهب جزء من أرباحه لدعم فلسطين؟
      • إذا كنت مستشاراً، هل يمكنك تقديم خدماتك بسعر مخفض جداً للمنظمات غير الربحية العاملة في هذا المجال؟
    • النية تحوّل العادة إلى عبادة: حتى في عملك التجاري العادي، يمكنك أن تنوي به تقوية نفسك مادياً لتكون قادراً على دعم القضية بشكل أفضل. بهذه النية، يصبح عملك لكسب الرزق جزءاً من منظومة الدعم الأوسع. هذا يخفف من الشعور بأنك “تضحي” ويحوله إلى شعور “بالاستثمار”.

تذكر أنه عليك السعي قدر وسعك، وليس عليك النتيجة

 أخلص نيتك لله، ولا تعجز، ولا تقلل من فعلك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها فهناك خالق عادل عنده تجتمع الخصوم

 تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال