دعم فلسطين بإصلاح أو استبدال المنظمات الإسلامية الجامعة شاهد الفيديو لتفهم أكثر
طريقة الدعم
العمل المؤسسي الإسلامي: تشخيص الأزمة والحلول الجذرية
تتناول هذه النقطة مستوى العمل الجماعي الأعلى، أي مستوى المنظمات التي تضم الدول الإسلامية كافة (مثل منظمة التعاون الإسلامي). وتطرح تشخيصاً دقيقاً للمشكلة القائمة، ثم تقدّم حلين جذريين بهدف الوصول إلى كيان موحّد وقادر فعلاً على خدمة الأمة.
1. تشخيص المشكلة: هيكل موجود… لكن بلا روح
رغم وجود منظمات تجمع 57 دولة إسلامية، إلا أنها في الواقع منظمات ضعيفة عديمة التأثير. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب رئيسية:
صراعات النفوذ والسياسات الداخلية
بدل أن تكون هذه المنظمات جسراً لوحدة الأمة، تحوّلت إلى ساحة للتنافس على القيادة والهيمنة.
تقديم المصالح الوطنية الضيقة على المصلحة العليا للأمة
القرارات تُصاغ بناءً على ما يناسب كل دولة منفردة، لا ما يخدم قضايا الأمة الكبرى.
غياب الإخلاص والنية
هذا هو أصل الداء. غياب النية الخالصة جعل هذه المنظمات مجرد مبانٍ ضخمة بلا رسالة ولا فاعلية.
2. الحل الجذري: خياران لا ثالث لهما
أمام الجمود الحالي، لا توجد حلول تجميلية أو ترقيعية؛ بل أمام الأمة خياران فقط:
الخيار الأول: إصلاح جذري كامل (Revamp)
إعادة بناء هذه المنظمات من الداخل عبر:
-
تغيير اللوائح والأنظمة.
-
تعديل آليات اتخاذ القرار.
-
تصحيح البوصلة والهدف.
-
اختيار قيادات جديدة واعية ومخلصة.
الخيار الثاني: إنشاء كيان جديد تماماً
إذا كان الإصلاح غير ممكن، فالحل هو ولادة كيان جديد:
-
يبدأ من الصفر.
-
يقوم على أسس صحيحة.
-
يضم الدول القادرة والراغبة فعلاً في العمل المشترك.
3. الأساس الحاكم للكيان الجديد أو المُصلَح: العمل لوجه الله وحده
الشرط الأهم لنجاح أي منظمة تمثل الأمة هو الإخلاص لله. بدون هذا الأساس الإيماني، ستبقى المنظمات مسرحاً للمصالح والصراعات.
أسس ذلك من القرآن والسنة
حب الله ورسوله فوق كل شيء
كما في قوله تعالى:
{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ… أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ… فَتَرَبَّصُوا}.
حب الخير للمسلمين
قول النبي ﷺ:
“لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
الرسالة واضحة
إذا لم يستطع القادة تطبيق هذه المبادئ في تعاملهم داخل منظمة إسلامية واحدة، فلا عجب أن تكون منظماتهم فاشلة بلا أثر.
أما الكيان الجديد أو المُصلَح فيجب أن يقوده رجال مخلصون، يقدّمون مصلحة الأمة على مصالح عروشهم.
الخلاصة
هذه النقطة هي دعوة لثورة مؤسسية داخل العالم الإسلامي:
إما إصلاح جذري عميق يعيد الروح إلى المنظمات القائمة، أو إنشاء كيان جديد قوي وموحّد قائم على أساس عقائدي صلب من الإخلاص لله ووحدة الصف.
وهدفها النهائي واضح: بناء قوة حقيقية تتحرك بفاعلية وتدافع عن قضايا المسلمين بصدق ووعي وقوة.
أسئلة و أجوبة شائعة
-
هذه هي العقبة الإجرائية الأكبر. الحل لا يكمن في فرض القرار، بل في بناء “كتلة حرجة” تقود التغيير.
- الإصلاح من الداخل (سيناريو صعب): يتطلب الإصلاح وجود دولة أو مجموعة دول ذات ثقل سياسي واقتصادي كبير داخل المنظمة (مثل السعودية، تركيا، مصر، باكستان، إندونيسيا) تتفق على رؤية إصلاحية مشتركة. يمكنها بعد ذلك استخدام نفوذها (المالي والسياسي) لإقناع الدول الأخرى أو على الأقل كسب أغلبية للتصويت على تعديل ميثاق المنظمة وآليات اتخاذ القرار فيها (مثلاً: الانتقال من الإجماع إلى أغلبية الثلثين في بعض القضايا). هذا السيناريو صعب للغاية بسبب تضارب مصالح الدول الكبرى نفسها.
- إنشاء كيان جديد (سيناريو أكثر واقعية): هذا لا يعني إنشاء منظمة من 57 دولة دفعة واحدة. بل يبدأ بإنشاء “تحالف الراغبين” أو “كتلة النواة الصلبة” (Coalition of the Core). يمكن لـ 5 إلى 10 دول متجانسة فكرياً وسياسياً ومستعدة للعمل (مثل ماليزيا، تركيا، قطر، باكستان، الجزائر) أن تعلن عن تأسيس “تجمع” أو “مجلس تعاون” جديد بأهداف واضحة وميثاق عمل فعال.
- اكتساب الشرعية: هذا الكيان الجديد لا يسعى لإلغاء منظمة التعاون الإسلامي فوراً، بل يعمل بموازاتها. مع مرور الوقت، إذا أثبت هذا الكيان الجديد فعاليته وجديته في التعامل مع الأزمات، ستبدأ الدول الأخرى بالانجذاب إليه والانضمام له تدريجياً، بينما تضمحل المنظمة القديمة وتفقد أهميتها. الشرعية لا تأتي من العدد، بل من الإنجاز والفعالية.
-
الحماية من الاختراق والضغوط تتطلب بناء “حصون داخلية” قوية في ميثاق المنظمة وآليات عملها.
- شروط عضوية صارمة: يجب ألا يكون الانضمام للمنظمة الجديدة مفتوحاً للجميع بشكل تلقائي. يجب وضع شروط للعضوية تتعلق بالسيادة الحقيقية والالتزام بمبادئ المنظمة. مثلاً، قد يتطلب الانضمام التزام الدولة بعدم وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها (إلا بموافقة المنظمة)، أو التزامها بحد أدنى من الإنفاق على البحث العلمي، أو تخصيص نسبة معينة من ناتجها لدعم القضايا المشتركة.
- آليات اتخاذ قرار محصنة: يجب أن تكون آلية اتخاذ القرار محصنة ضد “الفيتو” الضمني للدول الكبرى. يمكن تحقيق ذلك عبر نظام تصويت مرجح يأخذ في الاعتبار ليس فقط حجم الدولة، بل مدى التزامها الفعلي بمبادئ المنظمة ومساهمتها في مشاريعها.
- جهاز أمن واستخبارات مشترك: يجب أن يكون للمنظمة الجديدة جهاز استخبارات وأمن سيبراني مشترك، وظيفته ليست فقط جمع المعلومات عن الأعداء، بل أيضاً كشف محاولات الاختراق والتجسس داخل الدول الأعضاء وحماية أسرار المنظمة.
-
ترجمة المبدأ الإيماني إلى سياسة عملية هي جوهر التحدي.
- من “النية” إلى “المصلحة المشتركة العليا”: في لغة المواثيق الدولية، يمكن ترجمة “العمل لوجه الله” إلى مبدأ “سيادة المصلحة العليا للأمة على المصلحة الوطنية القُطرية”. هذا يعني أن الميثاق يجب أن ينص صراحة على أنه في القضايا التي تهدد الأمن الجماعي أو تمس الثوابت العقدية والحضارية للأمة، تتعهد الدول الأعضاء بالالتزام بالقرار الجماعي حتى لو تعارض مع مصلحتها الآنية الضيقة.
- إنشاء “محكمة عدل إسلامية”: يمكن ترجمة هذا المبدأ عبر إنشاء محكمة عليا تابعة للمنظمة تكون قراراتها ملزمة للدول الأعضاء. وظيفة هذه المحكمة هي الفصل في النزاعات بين الدول الأعضاء، والتأكد من أن القوانين والقرارات الصادرة عن المنظمة لا تتعارض مع المبادئ الأساسية (الشريعة والمصلحة العليا).
- معايير قياس الأداء (KPIs) الأخلاقية: يمكن للمنظمة أن تضع مؤشرات أداء لا تقيس فقط النمو الاقتصادي، بل تقيس أيضاً مدى تحقيق العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد، ودعم القضايا الإنسانية في الدول الأعضاء.
-
هذا سؤال استراتيجي يحدد هوية المنظمة وطموحها العالمي.
- نموذج “الدوائر متحدة المركز”: قد يكون الحل الأمثل هو بناء المنظمة على شكل دوائر:
- الدائرة الداخلية (النواة الصلبة): تتكون من الدول الإسلامية التي تلتزم بشكل كامل بالميثاق وتتمتع بالعضوية الكاملة وحق التصويت على كل القرارات.
- الدائرة الوسطى (الأعضاء المراقبون/الشركاء): تتكون من دول إسلامية أخرى ترغب في الانضمام ولكنها لم تفِ بعد بكل شروط العضوية الكاملة.
- الدائرة الخارجية (الحلفاء الاستراتيجيون): تتكون من دول غير إسلامية صديقة (مثل جنوب أفريقيا، البرازيل، فنزويلا، أيرلندا) تشارك المنظمة أهدافها في بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب. يمكن دعوة هذه الدول كـ “شركاء حوار” أو “حلفاء استراتيجيين” والتنسيق معهم في المحافل الدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
- الفوائد: هذا النموذج يجمع بين الحفاظ على الهوية الإسلامية الواضحة للنواة الصلبة، وبين الانفتاح والمرونة اللازمين لبناء تحالف عالمي واسع قادر على مواجهة الهيمنة الغربية. إنه يحول المنظمة من كيان منغلق إلى قائد لتيار عالمي جديد.
- نموذج “الدوائر متحدة المركز”: قد يكون الحل الأمثل هو بناء المنظمة على شكل دوائر:
-
تجاهل دور الشعوب هو وصفة مؤكدة لفشل أي مشروع نهضوي. لضمان عدم تكرار أخطاء الماضي، يجب أن تكون المنظمة الجديدة ذات هيكل مزدوج.
- إنشاء “برلمان إسلامي شعبي”: بالإضافة إلى “مجلس الرؤساء” الذي يمثل الحكومات، يجب إنشاء هيئة موازية تمثل الشعوب. يمكن أن يكون هذا “البرلمان الشعبي” مكوناً من ممثلين منتخبين من نقابات مهنية (الأطباء، المهندسين، المحامين)، واتحادات طلابية، ومنظمات مجتمع مدني كبرى، وشخصيات فكرية وثقافية بارزة من كل دولة.
- وظائف البرلمان الشعبي:
- رقابية: يقوم هذا البرلمان بمراقبة أداء مجلس الرؤساء وقراراته، ويصدر تقارير وتوصيات.
- تشريعية استشارية: يشارك في صياغة القوانين والمواثيق التي لا تتعلق بالسياسة العليا (مثل قوانين حماية البيئة، توحيد المعايير التعليمية، تسهيل حركة الأفراد).
- تعبوية: يكون هو حلقة الوصل بين قرارات المنظمة والشعوب، ويعمل على حشد الدعم الشعبي للمشاريع المشتركة.
- النتيجة: هذا الهيكل المزدوج يضمن أن المنظمة تستمد شرعيتها ليس فقط من الحكومات، بل من الشعوب أيضاً، ويخلق توازناً يمنع الحكومات من الانفراد بالقرار أو الانحراف عن أهداف المنظمة.
-
يجب أن تكون القضية الفلسطينية هي المشروع المُفجِّر للطاقة، وليست الهدف النهائي الوحيد. الرؤية يجب أن تكون أبعد من ذلك.
- الرؤية الحضارية: الهدف طويل الأمد للمنظمة يجب أن يكون “استئناف الحضارة الإسلامية” بمفهومها الشامل. وهذا يعني:
- الريادة العلمية والتكنولوجية: إطلاق مشاريع كبرى مشتركة (مثل وكالة فضاء إسلامية، ومراكز أبحاث متقدمة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية).
- الازدهار الاقتصادي: تحقيق التكامل الاقتصادي الكامل وإنشاء عملة موحدة.
- التأثير الثقافي والأخلاقي: تقديم نموذج حضاري بديل للعالم يقوم على العدل والرحمة والتوازن بين المادة والروح.
- من الدفاع إلى المبادرة: بعد حل الأزمات الدفاعية، يتحول دور المنظمة إلى دور هجومي إيجابي: المبادرة في حل مشاكل العالم (الفقر، التغير المناخي، الأوبئة) وتقديم الحلول المستمدة من الرؤية الإسلامية.
- الرؤية الحضارية: الهدف طويل الأمد للمنظمة يجب أن يكون “استئناف الحضارة الإسلامية” بمفهومها الشامل. وهذا يعني:
تذكر أنه عليك السعي قدر وسعك، وليس عليك النتيجة
أخلص نيتك لله، ولا تعجز، ولا تقلل من فعلك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها فهناك خالق عادل عنده تجتمع الخصوم
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال