دعم فلسطين بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني و الدول الداعمة له شاهد الفيديو لتفهم أكثر
طريقة الدعم
العزل الدبلوماسي الكامل كخطوة قصوى
إذا لم تنجح الإجراءات السابقة (استدعاء السفير والمقاطعة التجارية)، فإن هذه النقطة تدعو إلى اتخاذ الخطوة الأكثر حدة في العلاقات الدولية، وهي القطع الكامل والشامل لجميع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة المعتدية أو الداعمة الرئيسية لها.
يمكن تفصيل هذه الاستراتيجية النهائية في المحاور التالية:
1. المبدأ الأساسي: الانتقال إلى العزل الكامل
هذه الخطوة تعني الانتقال من مجرد الضغط أو الاحتجاج إلى فرض عزلة سياسية تامة.
إنها رسالة مفادها:
“لم نعد نعترف بشرعية وجودكم كدولة طبيعية يمكن التعامل معها. أفعالكم وضعتكم خارج المجتمع الدولي المتحضر”.
2. ماذا يعني “قطع العلاقات الدبلوماسية” عملياً؟
هذا الإجراء ليس مجرد بيان، بل له تبعات عملية وفورية:
إغلاق السفارات:
تقوم الدولة بطرد سفير الدولة المستهدفة وإغلاق سفارتها على أراضيها. وفي المقابل، يتم سحب سفيرها من عاصمة الدولة المستهدفة وإغلاق سفارتها هناك.
وقف جميع أشكال التعامل الرسمي:
يتوقف أي تواصل أو تنسيق بين الحكومتين على جميع المستويات (سياسياً، اقتصادياً، ثقافياً).
فرض حظر سفر شامل:
يتجاوز الأمر مجرد قطع العلاقات الرسمية ليشمل منع مواطني الدولة المعتدية من دخول البلاد.
مثال: بعض الدول مثل ماليزيا وإندونيسيا تمنع حاملي جواز السفر الإسرائيلي من دخول أراضيها، مما يوسع العزلة من المستوى الحكومي إلى المستوى الشعبي.
تجميد العلاقات التجارية:
قطع العلاقات الدبلوماسية يرافقه عادةً وقف كامل للتجارة والاستثمار، ليصبح البلد المستهدف محظوراً بالكامل.
3. التطبيق التاريخي والحالي على القضية
موقف تاريخي ناجح نسبياً:
كانت أغلبية الدول الإسلامية في الماضي قد اتخذت هذا الموقف الحاسم ضد دولة الاحتلال.
لم تكن هناك سفارات إسرائيلية إلا في عدد قليل جداً من الدول الإسلامية، مما شكل جداراً من العزلة السياسية حولها.
تراجع مؤسف:
بدأ هذا الموقف يتآكل في السنوات الأخيرة مع اتجاه بعض الدول نحو التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية. ومع ذلك، لا تزال غالبية الدول الإسلامية (أكثر من ثلثي دول منظمة التعاون الإسلامي) حتى اليوم لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الاحتلال.
الحاجة إلى الشجاعة السياسية:
إن اتخاذ مثل هذا القرار، أو حتى مجرد الجهر بالحق وتسمية الأشياء بمسمياتها (وصف ما يحدث بأنه إبادة جماعية)، يتطلب شجاعة سياسية استثنائية من قادة الدول.
4. العقبات النفسية والسياسية أمام اتخاذ القرار
لماذا يتردد معظم القادة في اتخاذ مثل هذه الخطوات الحاسمة؟
الإجابة تكمن في مجموعة من المخاوف والأمراض السياسية:
الخوف من فقدان السلطة:
يخشى الكثير من القادة أن يؤدي تحدي القوى الكبرى (مثل أمريكا أو “العم سام”) إلى تدبير انقلابات ضدهم أو إسقاطهم من السلطة.
مرض “الوهن”:
يتم تشخيص هذه الحالة بأنها مرض “الوهن” الذي ورد في الحديث النبوي، وهو: حب الدنيا وكراهية الموت.
القادة يصبحون مهتمين بـ “مقعدهم في هذه الدنيا” أكثر من اهتمامهم بـ “مقعدهم في الجنة”. حب السلطة والثروة يجعلهم جبناء وغير مستعدين للتضحية.
التبعية والتحكم الخارجي:
العقبة الأكبر هي أن سياسات معظم الدول الإسلامية لا تُصنع في عواصمها، بل يتم التحكم فيها وتوجيهها من عواصم غربية.
هذه الدول ليست ذات سيادة حقيقية، وقادتها مجرد أدوات تنفذ ما يُملى عليها.
خلاصة القول
النقطة السابعة عشرة هي الدعوة النهائية إلى “الطلاق البائن” مع الظلم.
إنها دعوة للدول ذات السيادة الحقيقية لاستخدام أقصى درجات الضغط السياسي عبر العزل الكامل، وهي في الوقت نفسه فضح للدول غير المستقلة التي تغل أيديها التبعية والارتهان للخارج.
إنه الموقف الذي يميز بوضوح بين:
-
الدول التي تملك قرارها وتدافع عن مبادئها.
-
الدول التي تدار بالوكالة وتخشى على مصالحها الضيقة.
أسئلة و أجوبة شائعة
-
هذه هي المعضلة الكلاسيكية في السياسة الخارجية بين “العزل” و”الاشتباك”. لكل منهما وقته وظروفه.
- متى يكون العزل هو الخيار الأفضل؟ يُصبح العزل هو الخيار الصحيح عندما يثبت “الاشتباك” فشله الذريع وعندما تستخدمه الدولة المعتدية كغطاء للاستمرار في جرائمها. إذا كانت العلاقات الدبلوماسية موجودة فقط لتعطي “صورة طبيعية” للوضع بينما تستمر الإبادة الجماعية، فإن هذه العلاقات تصبح جزءاً من المشكلة لا الحل. قطعها في هذه الحالة هو إعلان بأن “اللعبة انتهت” وأن الوضع لم يعد طبيعياً على الإطلاق.
- فقدان التأثير مقابل كسب الضغط: صحيح أنك تفقد قناة اتصال مباشرة، ولكن ما قيمة قناة الاتصال إذا كانت لا تؤدي إلى أي تغيير؟ في المقابل، قطع العلاقات يولد نوعاً مختلفاً من التأثير وهو “ضغط العزلة الشديد”. هذا الضغط قد يجبر الدولة المعتدية على البحث عن “وسطاء جدد” من طرف ثالث لفتح قنوات اتصال مرة أخرى، وفي هذه الحالة تعود للتفاوض من موقع قوة أكبر، حيث يصبح “استئناف العلاقات” هو الجائزة التي تقدمها مقابل تنازلات حقيقية.
- رسالة إلى الشعب وليس فقط الحكومة: قطع العلاقات يرسل رسالة قوية إلى شعب الدولة المعتدلة بأن حكومتهم قد أصبحت منبوذة دولياً، مما قد يغذي المعارضة الداخلية ضدها.
-
هذا اعتبار إنساني وعملي مهم، وهناك آليات دبلوماسية متعارف عليها للتعامل معه.
- “قسم رعاية المصالح” (Interests Section): عند قطع العلاقات الدبلوماسية، تقوم الدولة عادةً بتكليف “دولة ثالثة صديقة” برعاية مصالحها ومصالح رعاياها في البلد الذي قُطعت العلاقات معه. على سبيل المثال، إذا قطعت مصر علاقاتها مع أمريكا، يمكنها أن تطلب من السفارة السويسرية في واشنطن إنشاء “قسم لرعاية المصالح المصرية” داخلها. هذا القسم يديره دبلوماسيون مصريون (أو موظفون محليون) ولكنه يعمل تحت العلم السويسري.
- التكاليف مقابل المبدأ: لا شك أن هذا الإجراء يزيد من صعوبة تقديم الخدمات القنصلية. ولكنه يعود إلى سؤال الموازنة بين المصالح. هل حماية المصالح القنصلية لبضعة آلاف من المواطنين أهم من اتخاذ موقف مبدئي ضد إبادة جماعية لملايين؟ في الأزمات الكبرى، قد تضطر الدول لاتخاذ قرارات تتطلب تضحيات من الجميع.
- الإجلاء المسبق: في حالات التوتر الشديد التي تسبق قطع العلاقات، غالباً ما تصدر الحكومات تحذيرات لرعاياها لمغادرة البلد المعني، لتقليل عدد المتضررين من الخطوة القادمة.
-
نعم، هذا النفاق ليس ممكناً فحسب، بل هو شائع في عالم السياسة الواقعية (Realpolitik).
- ازدواجية المواقف: الكثير من الدول قد تتخذ موقفاً علنياً قوياً لإرضاء شعوبها وتلبية للضغوط، بينما تستمر قنوات الاتصال الخلفية (خاصة بين الأجهزة الأمنية) في العمل.
- الفعالية الجزئية: حتى هذا الإجراء “المنقوص” له فائدة. فالقطع العلني للعلاقات له تأثير إعلامي ونفسي كبير، ويحطم “صورة التطبيع” التي يسعى إليها الاحتلال. إنه يضع حداً للعلاقات الثقافية والرياضية والسياحية العلنية، ويجعل أي تعامل مع الاحتلال أمراً “مشيناً” بدلاً من كونه “طبيعياً”.
- “فضح النفاق” كخطوة تالية: دور الصحافة المستقلة والنشطاء هنا هو محاولة كشف هذه القنوات السرية وفضح ازدواجية الحكومة، للضغط عليها لجعل موقفها العلني متطابقاً مع أفعالها السرية.
-
على العكس تماماً. هذا المنطق يفترض أن إسرائيل تهتم بـ “رأي” العالم الإسلامي، بينما هي تهتم بـ “فوائد” العلاقة معه وهو ما يظهر بقوة في محاولتهم التطبيع مع الدول الاسلامية خصوصا السعودية.
- إسرائيل تسعى للتطبيع من أجل الفوائد لا من أجل الصداقة: الهدف الأساسي للاحتلال من إقامة علاقات دبلوماسية هو تحقيق فوائد ملموسة:
- فوائد اقتصادية: فتح أسواق جديدة لتقنيتها وأسلحتها.
- فوائد أمنية: التنسيق الاستخباراتي ضد أعداء مشتركين.
- فوائد شرعية: الحصول على اعتراف دولي بها كدولة طبيعية في المنطقة، مما يضفي شرعية على وجودها ويضعف الرواية الفلسطينية.
- قطع العلاقات يسحب كل هذه الفوائد: عندما تقطع العلاقات، أنت لا تسحب “رأيك” فقط، بل تسحب “السوق، والتنسيق الأمني، والشرعية”. أنت تجعل إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً لأفعالها. هذا يجعلها معزولة اقتصادياً وأمنياً، ويجردها من أكبر مكسب سياسي حققته في العقود الأخيرة، وهو شرعية وجودها في محيطها.
- الرسالة هي العكس تماماً: الرسالة التي تصل لإسرائيل ليست “افعلوا ما شئتم”، بل هي “أفعالكم لها ثمن، والثمن هو عودتكم إلى ما كنتم عليه: كياناً منبوذاً ومعزولاً في المنطقة”. هذا هو أكبر رادع يمكن تخيله.
- إسرائيل تسعى للتطبيع من أجل الفوائد لا من أجل الصداقة: الهدف الأساسي للاحتلال من إقامة علاقات دبلوماسية هو تحقيق فوائد ملموسة:
-
هذا سؤال ينتقل من رد الفعل إلى بناء الفعل، وهو جوهري لتحويل الخطوة إلى استراتيجية مستدامة.
- ضرورة بناء البديل: الطبيعة لا تقبل الفراغ، وكذلك السياسة الدولية. قطع العلاقات مع قوة عظمى سيخلق فراغاً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً. إذا لم يتم ملء هذا الفراغ بشكل استباقي، ستنهار الدولة أو تضطر للعودة إلى نفس المحور.
- شكل “محور الخير” البديل: يجب أن يكون هذا المحور قائماً على تعزيز التكامل بين الدول الإسلامية والعربية والدول الصديقة في الجنوب العالمي. ويشمل ذلك:
- إنشاء سوق إسلامية مشتركة: تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الأساسية (الغذاء، الدواء، الطاقة) وتقليل التبعية للأسواق الغربية.
- تأسيس حلف دفاعي مشترك: بناء قوة عسكرية رادعة مشتركة للدفاع عن أمن الدول الأعضاء، بدلاً من الاعتماد على الحماية الأمريكية المشروطة.
- إطلاق مشاريع علمية وتكنولوجية مشتركة: للاستثمار في العقول وبناء قاعدة تكنولوجية مستقلة.
- من العزل إلى بناء الكتلة: بهذا المعنى، لا يصبح قطع العلاقات مجرد خطوة احتجاجية، بل يصبح الخطوة الأولى الضرورية للتخلص من التبعية والبدء في مشروع استراتيجي طويل الأمد لبناء كتلة حضارية وسياسية واقتصادية مستقلة وقوية.
-
هذا سيناريو ممكن، ولكنه يفترض أن دولة الاحتلال تتصرف في فراغ ولا تتأثر بالضغوط الأخرى.
- العزل الشامل لا الدبلوماسي فقط: قطع العلاقات لا يأتي وحده، بل يأتي ضمن حزمة تشمل المقاطعة الاقتصادية، والعقوبات، والدعاوى القضائية الدولية (كما ورد في النقاط السابقة). هذه الحزمة تهدف إلى إضعاف قدرة الاحتلال على تنفيذ خططه. قد ترغب في ضم الضفة، لكن هل ستملك الموارد الاقتصادية والعسكرية للقيام بذلك وهي في حالة عزلة وحصار اقتصادي؟
- تغيير حسابات القوة العسكرية: قطع العلاقات مع داعمي الاحتلال (أمريكا وألمانيا) يرسل لهم رسالة بأن دعمهم اللامحدود له ثمن باهظ على مصالحهم في المنطقة. هذا قد يجبرهم على “كبح جماح” حليفتهم المتطرفة، ليس حباً في السلام، بل حفاظاً على مصالحهم هم. قد يقولون للاحتلال: “يمكنكم فعل ما تشاؤون، ولكن ليس على حساب مصالحنا الحيوية مع 2 مليار مسلم”.
- تحفيز المقاومة: أي خطوة تصعيدية كبرى مثل ضم الضفة ستواجه حتماً بانتفاضة ومقاومة شاملة على الأرض. العزلة الدولية ستعطي هذه المقاومة شرعية أكبر وتجعل من الصعب على العالم إدانتها.
-
هذه نقطة عملية مهمة تتطلب حلولاً مبتكرة.
- الفصل بين المسار السياسي والمسار الإنساني: يمكن للدول التي تقطع علاقاتها أن تعلن بوضوح أنها “تقطع علاقاتها السياسية مع حكومة الاحتلال، ولكنها ستستمر في دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل”.
- استخدام المنظمات الدولية كقنوات: يمكن إيصال المساعدات عبر المنظمات الدولية التي لا تزال تعمل على الأرض (مثل الأمم المتحدة، الأونروا، الصليب الأحمر). يمكن للدول أن تقدم تمويلها مباشرة لهذه المنظمات بدلاً من التنسيق مع حكومة الاحتلال.
- الضغط لفتح معابر لا تخضع لسيطرة الاحتلال: جزء من الضغط الدبلوماسي والاقتصادي يجب أن يركز على إيجاد آليات لإدخال المساعدات لا تخضع لابتزاز الاحتلال، مثل المطالبة بوجود رقابة دولية كاملة على المعابر أو إنشاء ممر بحري إنساني.
الخلاصة: لا يجب أن يكون العمل الإنساني رهينة للعلاقات السياسية. قطع العلاقات يجب أن يحرر الدعم الإنساني من القيود السياسية، لا أن يزيده تعقيداً، وذلك عبر تحويله من جهد ثنائي إلى جهد دولي متعدد الأطراف.
تذكر أنه عليك السعي قدر وسعك، وليس عليك النتيجة
أخلص نيتك لله، ولا تعجز، ولا تقلل من فعلك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها فهناك خالق عادل عنده تجتمع الخصوم
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال