دعم فلسطين بالمشاركة و تنظيم الإحتجاجات السلمية شاهد الفيديو لتفهم أكثر
طريقة الدعم
المشاركة الجسدية في الاحتجاجات وتنظيمها
تتمحور هذه النقطة حول أهمية المشاركة الجسدية في الاحتجاجات وتنظيمها كوسيلة فعالة لإيصال رسالة قوية وموحدة ضد الفظائع التي تُرتكب بحق الفلسطينيين. إنها دعوة للانتقال من العمل الفردي إلى التعبير الجماعي العلني في الشارع.
المبادئ الأساسية للاحتجاج الفعال
1. المشاركة والتنظيم: دور مزدوج
يتم تحديد مستويين من المشاركة، وكلاهما يُعتبر واجباً حسب قدرة الشخص:
-
المشاركة الجسدية: على الأقل، يجب على كل فرد أن يشارك جسدياً في المسيرات والمظاهرات. هذا الحضور المادي هو بحد ذاته رسالة.
-
التنظيم: بالنسبة لأولئك الذين منحهم الله قدرة أو نفوذاً، فإن المسؤولية ترتقي إلى مستوى أعلى. يجب عليهم استخدام هذه القدرة في تنظيم الاحتجاجات، سواء على مستوى منطقتهم، أو مدينتهم، أو حتى المساعدة في تنظيمها في دول أخرى. إنها مسؤولية سيُسأل عنها الإنسان، فكل من أُعطي نفوذاً سيُسأل عما فعله به.
2. مبدأ السلمية المطلقة
الشرط الأساسي لنجاح الاحتجاج وقبوله هو أن يكون سلمياً تماماً. هذا يعني:
-
تجنب أي شكل من أشكال العنف.
-
عدم إتلاف الممتلكات العامة أو الخاصة، مثل المباني أو المركبات.
الرسالة الأخلاقية للاحتجاج تضعف وتُشوه إذا ارتبطت بالعنف أو التخريب. القوة الحقيقية تكمن في الحشد السلمي.
3. قوة الأعداد والنسبة المئوية
-
الأعداد الكبيرة تصنع تأثير أكبر عند البشر: كلما زاد عدد المشاركين في الاحتجاج (آلاف، عشرات الآلاف، مئات الآلاف)، زاد زخمه وتأثيره الإعلامي والسياسي.
-
النسبة المئوية أهم من العدد المطلق عند الله:
هذا مفهوم أعمق في تقييم الجهد. من منظور إلهي، قد يكون احتجاج يضم مائة ألف شخص في بلد يبلغ عدد المسلمين فيه 4 ملايين (مثل الولايات المتحدة) أكثر أهمية وقيمة عند الله من احتجاج يضم مليون شخص في بلد يبلغ عدد سكانه المسلمين أكثر من 250 مليون نسمة (مثل إندونيسيا).
المعيار هنا هو النسبة والتناسب، أي نسبة المشاركين إلى إجمالي المجتمع القادر على المشاركة.
ينظر الله إلى الجهد المبذول نسبةً إلى القدرة المتاحة، وليس فقط إلى الأرقام المجردة.
4. أهمية المتحدثين الفعالين والرسائل القوية
للاحتجاج تأثير أكبر عندما يقوده متحدثون مؤثرون ويتبنى رسائل قوية لا تقبل المساومة. وكمثال على ذلك، تم الاستشهاد بموقف أحد كبار العلماء في باكستان (المفتي تقي عثماني)، والذي يعتبر من أكثر الشخصيات الإسلامية تأثيراً في العالم. ففي بداية الأحداث، بينما كان العالم كله (بمن فيهم المسلمون) يطالب بـ”وقف إطلاق النار”، وهو مطلب قد يساوي بين الجلاد والضحية، خرج هذا العالم بفتوى ورسالة أقوى بكثير:
-
رفض فكرة “وقف إطلاق النار”: وقال إن المطلب الصحيح هو أن توقف إسرائيل قصفها لغزة.
-
دعم حق المقاومة: وأكد على أن الفلسطينيين يجب أن يستمروا في قتالهم حتى يتم طرد آخر محتل من فلسطين.
هذا المثال يوضح كيف يمكن للمتحدثين المؤثرين والعلماء أن يرفعوا سقف المطالب ويغيروا السردية من موقف ضعيف إلى موقف قوة مبني على الحق والعدل، ويذكرون الأمة بواجب الجهاد حسب القدرة.
الاحتجاجات في الدول الغربية
في الدول غير الإسلامية (أوروبا وأمريكا)، تكتسب الاحتجاجات أهمية خاصة لأنها تحمل رسالة مختلفة وموجهة مباشرة إلى حكوماتها:
-
يخرج المتظاهرون ليقولوا لحكوماتهم:
“أنتم تستخدمون أموال ضرائبنا في تمويل هذه الجرائم، وتلطخون أيدينا بهذه الدماء”.
-
يصبح الاحتجاج وسيلة ضغط داخلية على رؤساء الدول والوزراء الذين، على الرغم من أنهم في بلاد ديمقراطية، قد يكونون خاضعين لتأثير جماعات الضغط الصهيونية.
إذًا، الاحتجاج هو أداة ضرورية لخلق الوعي ومحاسبة الحكومات، بغض النظر عن السياق السياسي الذي تقام فيه.
أسئلة و أجوبة شائعة
-
هذا سؤال جوهري، والتعامل معه يتطلب فهماً عميقاً لمبدأ الموازنة بين المصالح والمفاسد، والعمل حسب الاستطاعة.
- الحصول على التصاريح واجب: في الدول التي تشترط تصاريح قانونية، يصبح السعي للحصول عليها جزءاً من التنظيم السلمي. تنظيم احتجاج غير مرخص قد يؤدي إلى قمعه وفقدان الرسالة الأخلاقية، ويُعتبر مخالفاً لشرط “السلمية” الذي تم التأكيد عليه.
-
في حالة المنع المطلق: إذا كانت الدولة تمنع الاحتجاجات بشكل كامل وتواجهها بعنف وقمع، فإن الحكمة تقتضي البحث عن بدائل أخرى للتعبير الجماعي. قد تكون هذه البدائل:
- التجمعات في أماكن مغلقة: مثل المساجد أو المراكز الإسلامية، والتي قد تكون أكثر أماناً.
- حملات رقمية موحدة: مثل “عواصف تويتر” أو حملات العرائض الإلكترونية التي يمكن أن تخلق زخماً كبيراً دون الحاجة للتجمع الجسدي.
- أشكال الاحتجاج الرمزية: مثل إطفاء الأنوار في وقت محدد، أو ارتداء شارات معينة
الواجب مرتبط بالقدرة: المسؤولية مرتبطة بالقدرة (“إذا أعطاك الله القدرة”)، إذا كانت المشاركة ستؤدي إلى ضرر محقق ويفوق المصلحة المرجوة، فإن الواجب ينتقل إلى وسيلة أخرى أكثر أماناً وفعالية. المبدأ هو عدم تعريض النفس والآخرين للهلكة دون مصلحة راجحة.
-
هذا السؤال ينبع من نظرة قصيرة المدى للنتائج. الفائدة من الاحتجاجات متعددة الأبعاد وتتجاوز التأثير الفوري على صانع القرار:
- بناء الوعي العام: الاحتجاجات هي أقوى أداة لتغيير الرأي العام. قد لا يتأثر الرئيس اليوم، ولكن الملايين من المواطنين الذين يرون الاحتجاجات في الأخبار، أو يمرون بجانبها، يبدأون في التساؤل والبحث. هذا يخلق ضغطاً طويل المدى سيؤثر على القادة المستقبليين.
- رفع معنويات الصامدين: عندما يرى أهل فلسطين الملايين يخرجون من أجلهم في شوارع لندن ونيويورك وإسطنبول، فإن هذا يمنحهم شعوراً هائلاً بالدعم المعنوي، ويؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم. هذا الدعم النفسي لا يقل أهمية عن الدعم المادي.
- تسجيل موقف للتاريخ وأمام الله: الاحتجاج هو شهادة. به نعلن براءتنا من الظلم ونُشهد الله والعالم أننا لم نسكت. هذا واجب بحد ذاته بغض النظر عن النتيجة المباشرة.
- تحدي السردية الصهيونية: لعقود، سيطرت السردية الصهيونية على الإعلام الغربي. الاحتجاجات الحاشدة، خاصة بمشاركة واسعة من غير المسلمين، حطمت هذه السردية وأظهرت للعالم أن هناك وجهة نظر أخرى قائمة على العدالة وحقوق الإنسان.
فالفائدة ليست فقط في تغيير قرار واحد، بل في تغيير المناخ العام بأكمله.
-
نعم، هذا جزء حيوي من الحفاظ على “سلمية” الاحتجاج و”أخلاقيته”.
- تجنب الشعارات التي تدعو للعنف أو الكراهية: أي شعار يمكن تفسيره على أنه دعوة لإيذاء مدنيين أو يحمل خطاب كراهية ضد أي مجموعة دينية أو عرقية يجب تجنبه تماماً. هذا يضر بالقضية أكثر مما ينفعها.
-
التركيز على رسائل واضحة وإيجابية: يجب أن تركز اللافتات والشعارات على:
- وقف الإبادة الجماعية
- الحرية لفلسطين
- العدالة وإنهاء الاحتلال
- حقوق الإنسان للفلسطينيين
- التفريق بين الصهيونية واليهودية: من المهم جداً، خاصة في السياق الغربي، التأكيد على أن النضال هو ضد المشروع الصهيوني الاستعماري وسياسات دولة إسرائيل، وليس ضد اليهود كأتباع ديانة. مشاركة جماعات يهودية مناهضة للصهيونية في المظاهرات هي خير دليل على هذا.
-
- هذا سؤال دقيق ومهم، وفهم الإجابة عليه يكمن في التفريق بين وسيلة الاحتجاج والهدف النهائي للقضية.
- السلمية هي منهجية التظاهر: التأكيد على أن السلمية تتعلق بسلوك المشاركين في الشارع أثناء المسيرة. الهدف منه هو الحفاظ على الطابع الأخلاقي للاحتجاج، وكسب تعاطف الرأي العام، وتجنب إعطاء السلطات ذريعة للقمع. إنها استراتيجية عمل تكتيكي في ساحة الاحتجاج.
- الخطاب القوي هو لتحديد سقف المطالب: الخطاب القوي، مثل خطاب المفتي، لا يتعلق بكيفية التظاهر، بل يتعلق بـ الهدف السياسي والاستراتيجي للقضية. إنه يهدف إلى رفع سقف الطموحات من مجرد المطالبة بـ”وقف إطلاق النار” (الذي قد يساوي بين الطرفين) إلى تأكيد الحق الأصيل في تحرير الأرض ومقاومة الاحتلال، وهو حق تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
- تكامل الأدوار لا تناقضها: لا يوجد تناقض حقيقي. يمكن لشخص أن يشارك في احتجاج سلمي تماماً في لندن، بينما يدعم في قلبه وعقله حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة لهم في أرضهم. الخطاب القوي يذكر المشاركين بالهدف الأسمى الذي يتظاهرون من أجله، بينما تحافظ السلمية على فعالية الأداة التي يستخدمونها (الاحتجاج) في سياقهم المحلي. الرسالة ليست مشوشة، بل متعددة المستويات: “نحن هنا اليوم نتظاهر بسلمية لدعم حق شعب آخر في مقاومة الظلم والدفاع عن أرضه”.
-
هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه أي حراك. الاحتجاج الناجح ليس هو النهاية، بل هو البداية أو المحفز. إنه بمثابة إعلان عن وجود قوة شعبية، ويجب استثماره فوراً:
- بناء قواعد البيانات: يجب على المنظمين استغلال الزخم لجمع معلومات التواصل (بشكل طوعي) من المشاركين المهتمين بالانخراط في عمل مستمر.
- التوجيه نحو أشكال أخرى من النضال: يجب أن تكون نهاية الاحتجاج بداية الدعوة لخطوات تالية واضحة: “لقد أظهرنا قوتنا اليوم، وغداً سنبدأ حملة منظمة لمقاطعة شركة X”، أو “الأسبوع القادم، سنوجه رسائل جماعية لأعضاء البرلمان”. يجب ربط طاقة الشارع بخطط عمل محددة.
- تكوين الشبكات والتحالفات: الاحتجاج هو أفضل مكان لتكوين شبكات بين الأفراد والمجموعات المختلفة. يجب استثمار هذه المعارف الجديدة لتنسيق جهود مستقبلية.
- التوظيف السياسي: يمكن استخدام زخم الاحتجاجات لتسجيل الناخبين، ودعم المرشحين السياسيين الذين يتبنون مواقف داعمة للقضية، ومحاسبة من يخالفها في الانتخابات.
باختصار، الاحتجاج هو أداة “للتجنيد” وبناء الزخم، وليس أداة “للتنفيذ” بحد ذاته. قيمته الحقيقية تظهر في كيفية استثمار طاقته في اليوم التالي.
-
مسؤولية المنظمين جسيمة، وتتطلب تخطيطاً استباقياً.
-
المسؤولية الأخلاقية: تقتضي منهم بذل كل جهد ممكن لضمان سلامة المشاركين. ويشمل ذلك:
- إصدار تعليمات واضحة ومسبقة حول الطابع السلمي للاحتجاج.
- تنظيم فرق من المتطوعين (“المنظمين” أو
marshals) لضبط المسيرة وتوجيه المشاركين والتعامل مع أي طارئ. - التنسيق مع الشرطة (إن أمكن) لتأمين مسار المسيرة وتجنب الصدامات.
- التبرؤ الفوري والعلني من أي أعمال عنف أو تخريب تصدر عن أي فرد.
- المسؤولية القانونية: تختلف باختلاف قوانين البلد. في كثير من الدول، إذا أثبت المنظمون أنهم اتخذوا كل التدابير المعقولة للدعوة إلى السلمية ونهوا عن العنف، فقد لا يتحملون المسؤولية الجنائية المباشرة عن أفعال فردية خارجة عن سيطرتهم. ولكن، يمكن أن يُستخدم ذلك كذريعة لمنع احتجاجاتهم المستقبلية.
- مواجهة الإعلام: يجب أن يكون لدى المنظمين فريق إعلامي جاهز للتحدث إلى وسائل الإعلام وتأكيد الطابع السلمي للغالبية العظمى، وعزل أي حوادث فردية، وإعادة تركيز الانتباه على الرسالة الأصلية للاحتجاج.
الخلاصة: المنظم مسؤول عن خلق بيئة سلمية قدر الإمكان، والتبرؤ من أي خرق لها. هذا يقلل من مسؤوليته القانونية والأخلاقية.
-
-
هذا سؤال في صميم فلسفة العمل من منظور إيماني.
- الإرهاق يأتي من التركيز على النتائج الدنيوية: عندما يربط الإنسان كل جهده بنتيجة مادية فورية (مثل وقف الحرب غداً)، فإنه يصاب بالإحباط والإنهاك حتماً، لأن التحكم في النتائج ليس بيده.
-
النية هي العلاج: العلاج يكمن في تصحيح النية. يجب على المشارك أن يذكر نفسه باستمرار بأن مشاركته هي:
- عبادة وطاعة لله: هي استجابة لأمر الله بنصرة المظلوم والوقوف مع الحق. الأجر على هذا العمل مضمون عند الله سواء تحققت النتيجة الدنيوية أم لا.
- إبراء للذمة: هي شهادة يسجلها الإنسان ليقول أمام الله يوم القيامة: “يا رب، هذا ما كان في وسعي، لم أسكت ورضيت بالظلم”.
- عمل للأمة لا للنفس: هو جهد جماعي يساهم فيه كل فرد بقطرة، وقد لا يرى النهر الذي تصنعه هذه القطرات في حياته، ولكنه جزء منه.
- الاستمرارية كجزء من العبادة: الاستمرارية والمثابرة على الرغم من قلة النتائج الظاهرية هي بحد ذاتها عبادة عظيمة تسمى “الرباط” و “الثبات”. الله ينظر إلى ثباتك على الحق أكثر من نظره إلى النتائج التي حققتها.
عندما تصبح المشاركة في الاحتجاج عبادة بحد ذاتها، فإنها تتحول من عبء نفسي إلى مصدر قوة روحية، مما يحمي الفرد من الإرهاق والإحباط.
تذكر أنه عليك السعي قدر وسعك، وليس عليك النتيجة
أخلص نيتك لله، ولا تعجز، ولا تقلل من فعلك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها فهناك خالق عادل عنده تجتمع الخصوم
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال