دعم فلسطين بالإستمرار وعدم التوقف عن باقي الأعمال الصالحة الأخرى شاهد الفيديو لتفهم أكثر
طريقة الدعم
عدم استبدال أعمال الخير… بل إضافة خير جديد (مبدأ توجيهي أساسي)
تُعد هذه النقطة بمثابة مبدأ توجيهي حيوي يهدف إلى ضمان أن يكون دعم القضية الفلسطينية بنّاءً ومستداماً، وألا يأتي على حساب أعمال خير ومسؤوليات أخرى لا تقل أهمية. الفكرة المحورية هي أن الدعم الحقيقي يجب أن يكون إضافة وتضحية جديدة، وليس مجرد تحويل أو استبدال للأعمال الصالحة القائمة.
1. مغالطة “تحويل الخير” مقابل فضيلة “إضافة الخير”
هذا هو جوهر النقطة، ويتم توضيحه من خلال مثال مالي قوي:
السيناريو الخاطئ (تحويل الخير)
شخص ثري يخرج زكاة وصدقات سنوية بقيمة 100,000 دولار، موزعة كالتالي:
-
40,000 دولار لمستشفى يعالج الفقراء وينقذ مئات الأرواح.
-
40,000 دولار لإطعام الجياع في بلد أفريقي، مما ينقذ آلاف الأرواح.
-
20,000 دولار لمشاريع أخرى كالتعليم.
عندما يرى هذا الشخص مأساة فلسطين، يتوقف عن دعم المستشفى ودعم الجياع في أفريقيا، ويحوّل كامل مبلغ الـ 100,000 دولار إلى فلسطين.
التحليل
-
ظاهرياً: يبدو هذا عملاً عظيماً.
-
حقيقةً: هو لم يقم بأي تضحية إضافية، بل أعاد توجيه فرض قائم إلى جهة أخرى.
-
النتيجة: أرواح كانت تعتمد على دعمه قد تُزهق الآن.
-
هو لم يضف خيراً؛ بل نقل الخير من مكان إلى آخر وخلق ضرراً جديداً.
التصرف الصحيح (إضافة الخير الحقيقي)
أن يستمر في دعمه السابق كما هو، ثم يُضيف من ماله الخاص مبلغاً جديداً لفلسطين.
هذا المبلغ الإضافي هو الذي يعبر عن التضحية والصدق، وهو الاختبار الحقيقي.
2. تطبيق المبدأ على الوقت والجهد (مثال الداعية)
لا يقتصر المبدأ على المال فقط، بل يشمل الوقت والجهد والخبرة.
السيناريو الخاطئ (وقف الخير الموجود)
داعية متخصص في دعوة غير المسلمين، والله يهدي على يديه الكثير بإستمرار، يقرر التوقف سنة كاملة عن دعوته والتركيز فقط على فلسطين.
التحليل
-
رغم نبل القصد، إلا أن التوقف يسبب ضرراً كبيراً.
-
يهجر الثغر الذي وضعه الله فيه.
-
يحرم آلاف الناس من الهداية التي كان سيبلغها.
التصرف الصحيح (إضافة جهد جديد)
-
الاستمرار في الدعوة الأساسية.
-
إضافة محاضرات أو جهود جديدة تتعلق بفلسطين.
-
تكثيف الجهود لفترة قصيرة دون التخلي عن المسؤولية الأصلية.
3. التحذير من الهوس والغلو الديني
عندما تسيطر قضية واحدة على فكر الإنسان، قد يقع في فخ الغلو.
مظاهر الغلو
-
الشعور بأن أي عمل غير دعم القضية هو خيانة.
-
مهاجمة الآخرين لأنهم يمارسون حياتهم الطبيعية (مثل انتقاد وليمة عرس).
-
إهمال بقية الواجبات الدينية والاجتماعية.
النهي القرآني
قال تعالى:
(لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)
تحذير من المبالغة وتجاوز الحدود.
الخطر الاستراتيجي
-
يمكن للعدو أن يستغل هذا الغلو.
-
بإغراق الأمة في أزمات متتالية، تتعطل أنشطتها الحيوية: الدعوة، التعليم، التنمية.
الخلاصة: التوازن هو مفتاح النصر
هذه النقطة تدعو إلى الحكمة والتوازن.
الدعم المطلوب هو دعم إضافي، وليس استبدالاً:
-
في المال: أضف تبرعاً جديداً، لا تستبدل تبرعاً قائماً.
-
في الوقت: أضف وقتاً وجهداً، لا توقف مسؤولياتك الأساسية.
-
في الدعاء: أضف دعاءً لفلسطين، ولا تهمل الدعاء لنفسك وأهلك.
ملحوظة مهمة
إذا لم يكن الشخص يقوم بأي عمل خيري أصلاً، فمن الرائع أن يبدأ بفلسطين.
أما من كان في موقع خيري مؤثر، فواجبه أن يحافظ على ثغره ويضيف إليه دعماً إضافياً للقضية.
إنها دعوة للتضحية الحقيقية من كماليات الحياة أو من جهد إضافي—not من أساسيات الخير القائمة.
أسئلة و أجوبة شائعة
-
نعم بكل تأكيد. الطاقة النفسية والعاطفية هي من أهم الموارد التي تملكها.
- مسؤولياتك الأساسية: واجباتك تجاه أسرتك (زوجتك، أولادك، والديك) وعملك الذي هو مصدر رزقك هي “فروض أعيان” ومسؤوليات أساسية. إهمالها بسبب الاستنزاف النفسي هو بالضبط ما تحذر منه النقطة العاشرة. لا يمكنك بناء مجتمع سليم وأنت تهدم أسرتك التي هي لبنته الأولى.
- الحل هو التوازن: هذا لا يعني أن تتوقف عن المتابعة، بل أن تنظمها. خصص وقتاً محدداً في اليوم لمتابعة الأخبار ودعم القضية، ثم أغلق هاتفك وركز في واجباتك الأخرى. صحتك النفسية ضرورية لتتمكن من الاستمرار في الدعم على المدى الطويل. الدعم المستدام خير من الدعم المنقطع.
-
هذا سؤال عميق ويلامس صميم فقه الأولويات.
- الأولوية لا تعني الإلغاء: فقه الأولويات يعني تقديم الأهم على المهم عند التعارض وعدم القدرة على الجمع بينهما. لكن المبدأ الذي تطرحه النقطة العاشرة هو السعي للجمع بين الخيرين عبر التضحية الإضافية. الله لم يضيق عليك رزقك لتختار بين إنقاذ طفل في فلسطين أو طفل يموت جوعاً في أفريقيا. الاختبار هو: هل ستضحي من كمالياتك لتنقذ كليهما؟
- يقين الضرر مقابل احتمال النفع: عندما توقف دعمك عن المستشفى الذي تعرف يقيناً أنه ينقذ 500 شخص سنوياً، فأنت تتسبب في ضرر شبه مؤكد. في المقابل، تحويلك للمال إلى منطقة صراع قد يصل وقد لا يصل، وقد يحقق الأثر المرجو وقد لا يحققه بسبب تعقيدات الواقع. القاعدة الفقهية تقول “الضرر لا يزال بمثله أو بأشد منه”.
- توسيع دائرة الخير: بدلاً من التفكير بمنطق “إما/أو” ، تدعوك هذه النقطة للتفكير بمنطق “معاً” . الأمة قوية عندما تدعم كل ثغورها، لا عندما تهجر ثغراً لتسد آخر.
-
التضحية ليست مالية فقط. المبدأ ينطبق عليك تماماً ولكن في صور أخرى:
- التضحية بالوقت والراحة: قد تكون تضحيتك الإضافية هي التخلي عن ساعة من مشاهدة برامجك الترفيهية يومياً وتخصيصها لكتابة محتوى عن القضية، أو المشاركة في حملة مقاطعة، أو تنظيم وقفة طلابية.
- التضحية بالجهد: يمكنك التطوع مع منظمة خيرية، أو المساعدة في ترجمة مقالات، أو تصميم صور للتوعية.
- التضحية بالدعاء: بدل أن تدعو في صلاتك دعاءً سريعاً، تضحي بدقائق إضافية في سجودك للدعاء لإخوانك بإلحاح وصدق. هذه تضحية عظيمة.
المبدأ ثابت للجميع: انظر إلى وضعك الحالي (من مال ووقت وجهد)، واستمر في واجباتك، ثم اسأل نفسك: “ما هو الشيء الإضافي الذي سأقدمه من راحتي أو وقتي أو مالي القليل من أجل هذه القضية؟
-
هذا الشعور نابع من إنسانية وتعاطف نبيل، وهو وقود مهم للعمل، ولكن إذا لم يتم توجيهه بشكل صحيح، فسيؤدي إلى الاحتراق النفسي.
- أولاً، فرّق بين الذنب الصحي والذنب المُدمّر: الذنب الصحي هو الذي يدفعك للعمل الإيجابي (كالتبرع، الدعاء، المشاركة). أما الذنب المدمر فهو الذي يشلّك ويجعلك تشعر بالعجز وعدم الجدوى، أو يجعلك تهمل واجباتك الأساسية الأخرى التي هي أيضاً عبادة ومسؤولية.
- ثانياً، اعتنِ بنفسك كاستراتيجية طويلة الأمد: القضية الفلسطينية ليست سباقاً قصيراً (sprint) بل هي ماراثون طويل. إذا استنزفت طاقتك النفسية في الأسابيع الأولى، فلن تتمكن من المواصلة. رعايتك لصحتك النفسية، وقضاء وقت مع أسرتك، والنجاح في عملك، كل هذا ليس هروباً من المسؤولية، بل هو إعادة شحن لتتمكن من خدمة القضية بشكل أفضل وأكثر استدامة.
- ثالثاً، طبق “استراتيجية التخصيص”: خصص وقتاً محدداً ومكثفاً في يومك للقضية (مثلاً: ساعة للمتابعة والعمل)، ثم اتخذ قراراً واعياً بأن تركز في بقية مهامك. هذا التنظيم يحميك من الاستنزاف ويجعل مساهمتك أكثر تركيزاً وفعالية.
-
هذا سؤال دقيق جداً ويتعلق بفقه الطوارئ والأولويات في أقصى درجاته.
- نعم، هناك استثناءات: المبدأ العاشر هو القاعدة العامة للحياة الطبيعية والأزمات المتكررة. ولكن في حالات الطوارئ القصوى التي تهدد وجود الأمة أو جزء منها (ما يسمى بالنوازل العظمى)، يتغير فقه الأولويات. في مثل هذه الحالة، يصبح إنقاذ الأرواح هو الفريضة الوقتية التي تعلو على الكثير من النوافل بل وبعض الواجبات الأخرى ذات الأثر طويل الأمد.
- من يحدد حالة الطوارئ القصوى؟ الخطر يكمن في أن يقوم كل فرد بتحديد “حالة الطوارئ” بنفسه بناءً على عاطفته. هذا قد يؤدي إلى فوضى. عادةً ما يتطلب هذا إجماعاً من العلماء والقادة (أهل الحل و العقد) بأن الأمة تمر بمرحلة تتطلب التعبئة الشاملة.
- التوازن حتى في الطوارئ: حتى في هذه الحالة، يجب أن تكون التعبئة منظمة. فمثلاً، إيقاف قناة إعلامية تصل لملايين الناس (كما في المثال) لتحويل مالها للمساعدات قد يضر بالقضية أكثر مما ينفع، لأن هذه القناة هي أداة التعبئة نفسها. الحكمة تقتضي أن يوجّه كل شخص طاقته في مجاله: الطبيب يعالج، والإعلامي يغطي، والتاجر يدعم… وهكذا. فالتخصص يبقى مهماً حتى في الطوارئ.
-
كيفية التعامل مع إخوتك في الدين لا يقل أهمية عن دعم القضية نفسها، لأن الفرقة أشد خطراً.
- النصيحة في السر، لا التشهير في العلن: القاعدة الذهبية هي أن النصيحة تكون في السر، والفضيحة تكون في العلن. انتقاد إخوتك علناً على وسائل التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى العناد والجدال والفرقة، ولن يغير من قناعاتهم شيئاً. هذا يضر ولا ينفع.
- افهم دوافعهم: الشخص “المهووس” دافعه الغيرة والحب، ولكنه يخطئ في المنهج. تعامل معه بلطف، وأثنِ على غيرته ثم اقترح عليه بلطف أن استمراريته أهم من انفعاله اللحظي. أما الشخص “اللامبالي”، فقد يكون جاهلاً بحجم المأساة أو يشعر بالعجز. بدلاً من لومه، أعطه خطوات عملية سهلة يمكنه القيام بها (مثل ما ورد في النقاط الأولى من الخطة).
- كن أنت القدوة: أفضل نصيحة هي عملك أنت. عندما يرى الناس توازنك، واستمرارية دعمك، ونجاحك في حياتك مع اهتمامك بالقضية، سيصبح سلوكك هو أكبر دعوة صامتة لهم ليقتدوا بك. هذا التأثير أعمق وأكثر استدامة من أي جدال علني.
تذكر أنه عليك السعي قدر وسعك، وليس عليك النتيجة
أخلص نيتك لله، ولا تعجز، ولا تقلل من فعلك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها فهناك خالق عادل عنده تجتمع الخصوم
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال