دعم فلسطين بالتواصل المباشر مع معارفك ذوي القدرة و النفوذ ودعوتهم للعمل من أجل فلسطين شاهد الفيديو لتفهم أكثر
طريقة الدعم
استراتيجية التأثير الشخصي: من الدعوة العامة إلى التحرك الفعّال
تتمحور هذه الاستراتيجية حول الانتقال من الدعوة والمناصرة العامة على المنصات الاجتماعية إلى نهج أكثر تحديداً وفعالية، يقوم على التأثير الشخصي المباشر داخل شبكتك الخاصة. فكل فرد يمتلك دائرة علاقات تضم أشخاصاً ذوي نفوذ، واستثمار هذه الدائرة قد يُحدث فرقاً حقيقياً.
1. الفكرة المحورية: من الدعوة العامة إلى التأثير الشخصي
بدلاً من الاعتماد على المنشورات العامة التي قد تصل إلى آلاف الناس لكن يتفاعل معها القليل، ينصبّ الهدف هنا على التواصل المباشر مع عدد محدود من الأشخاص المؤثرين الذين يمتلكون القدرة على إحداث تغيير ملموس.
فالرسالة الشخصية الموجهة لشخص تعرفه—ويعرفك—تملك قوة وتأثيراً لا تُقارن بالمنشورات الجماعية.
2. الخطوات العملية لتنفيذ الاستراتيجية
أولاً: تحديد القائمة المؤثرة
افتح قائمة جهات الاتصال لديك، واستخرج قائمة تضم 20 إلى 50 شخصاً تعرفهم شخصياً ويتمتعون بدرجة من التأثير.
تعريف “الشخصية المؤثرة”
المقصود بالشخصية المؤثرة ليس بالضرورة وزيراً أو شخصية كبيرة، بل أي فرد داخل شبكتك يتمتع بنفوذ في دائرته، مثل:
-
سياسي أو مسؤول محلي: عضو برلمان، محافظ، رئيس بلدية
-
رجل أعمال، مدير، أو صاحب شركة
-
عالم، داعية، أو أستاذ جامعي
-
قائد مجتمعي، أو رئيس جمعية
-
أو أي شخص ترى أن كلمته مسموعة وتأثيره أعلى من تأثير الشخص العادي
ثانياً: صياغة رسالة شخصية مخصصة
هذه هي الخطوة الأهم.
محتوى الرسالة الفعّالة
-
استخدم اسم الشخص مباشرة.
-
وضّح القضية: (مثال: دعم فلسطين، إيقاف ظلم معين، اتخاذ موقف رسمي)
-
اطلب منه بلطف ووضوح استخدام نفوذه في ما يستطيع فعله.
الرسائل الشخصية تُشعر المتلقي بأن المسؤولية موجهة إليه وحده.
ثالثاً: اختيار قناة الاتصال المناسبة
اختر قناة تواصل مباشرة لتعزيز الطابع الشخصي للطلب:
- مقابلة مباشرة
- واتساب
-
رسالة نصية
-
اتصال هاتفي
-
بريد إلكتروني شخصي
كلما كان التواصل مباشراً، كان تأثيره أقوى.
3. لماذا هذا النهج فعّال؟
1) قوة العلاقة الشخصية
من الصعب تجاهل طلب يأتي من شخص يعرفك ويثق بك.
2) خلق شعور بالمسؤولية الفردية
الواجب ينتقل من كونه مسؤولية جماعية إلى مسؤولية شخصية واضحة.
3) تذكير قوي للمؤثرين
الكثير من الشخصيات المؤثرة مشغولة وقد تغيب عنها الأحداث.
رسالتك تعمل كـ “جرس تنبيه” يعيدهم للواجهة.
قال تعالى: “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”.
4) تأثير مضاعف
تحرك شخص واحد مؤثر قد ينتج عنه:
-
بيان رسمي
-
موقف سياسي
-
دعم مالي
-
حملة إعلامية
-
أو تحرك داخل دائرة أكبر بكثير من دائرتك
وقد أثبتت التجارب أن رسالة واحدة موجهة للشخص المناسب يمكن أن تغيّر الكثير.
4. البعد الأخلاقي والمسؤولية الفردية
شبكة العلاقات التي يمتلكها الإنسان نعمة ومسؤولية.
وكل إنسان سيسأله الله يوم القيامة عن كيف استخدم ما أعطاه له من المال و العلم و العلاقات.
امتلاكك القدرة على الوصول لشخص مؤثر يعني أنك تمتلك أداة يمكن استخدامها في الخير… أو إهمالها.
الخلاصة
هذه الاستراتيجية رسالة لكل إنسان:
لا تستخف بقدرتك على التأثير.
حتى لو كانت دائرتك صغيرة، يمكنك أن تكون حلقة وصل حقيقية بين قضية عادلة وبين أشخاص قادرين على صنع تغيير ملموس.
التأثير الشخصي المباشر أقوى بكثير من مجرد الضغط على زر “مشاركة”.
وكل جهد تبذله في الخير—مهما بدا صغيراً—له وزنه عند الله وله أثره في الواقع.
أسئلة و أجوبة شائعة
-
الوسيلة الأفضل هي التي تناسب طبيعة علاقتك بذلك الشخص. هناك تدرج في قوة التأثير كالتالي
- اللقاء الشخصي أو الاتصال الهاتفي: هو الأعلى تأثيراً لأنه مباشر ويحمل مشاعر صادقة.
- الرسالة النصية المخصصة (واتساب/SMS): فعالة جداً لأنها شخصية ومباشرة.
- البريد الإلكتروني الشخصي: أقل فعالية من الرسائل الفورية ولكنه يظل خياراً جيداً للعلاقات الرسمية.
القاعدة الذهبية: استخدم القناة الأكثر شخصية التي تسمح بها علاقتك. إذا كانت علاقتك رسمية، فاستخدم القناة الرسمية ولكن اجعل الرسالة شخصية في محتواها.
-
لا يوجد نص “مثالي” واحد، لأن قوة هذا النهج تكمن في التخصيص. الرسالة المنسوخة تفقد تأثيرها الشخصي. ومع ذلك، يمكن للرسالة الفعالة أن تتبع هيكلاً بسيطاً:
- تحية شخصية: ابدأ بمخاطبة الشخص باسمه ولقبه الذي يفضله لإظهار الاحترام والمعرفة الشخصية (مثلاً: “أخي الكريم فلان”، “معالي الوزير”، “شيخنا الفاضل”).
- تذكير بالحدث: إشارة موجزة ومباشرة للموضوع. “كما تعلمون، الوضع في فلسطين يزداد سوءاً…”
- تذكير بالمسؤولية المشتركة: استخدم صيغة الجمع لإشعار المتلقي بأنكما في خندق واحد. “ما الذي يمكننا أن نفعله لنصرة إخواننا؟”، “أشعر أننا جميعاً مسؤولون أمام الله عن نصرتهم”.
- دعوة للعمل (غير ملزمة): لا تملِ عليه ما يجب فعله، بل حثه على استخدام نفوذه. “أعلم أن لكلمتكم وزناً وتأثيراً، وأردت فقط أن أذكر نفسي وإياكم بدورنا”. أو “أي موقف منكم سيكون له أثر كبير”.
- خاتمة دعائية: اختتم بدعاء له بالتوفيق والسداد.
الهدف هو أن تكون الرسالة قصيرة، صادقة، ومحفزة، لا إملائية أو هجومية.
-
الشرح يجيب على هذا بوضوح. الفكرة ليست في حجم نفوذ الشخص بشكل مطلق، بل في حجم نفوذه بالنسبة لك. “قائمة كبار الشخصيات” الخاصة بك قد تشمل:
- إمام المسجد المحلي (يؤثر في مئات المصلين).
- مديرك في العمل (يمكنه الموافقة على حملة تبرعات).
- معلم في مدرسة (يؤثر في عقول عشرات الطلاب).
- ناشط مجتمعي محلي أو صحفي صغير.
الفكرة قابلة للتطبيق على كل المستويات. كل شخص لديه دائرة تأثير، والمطلوب هو تفعيل هذه الدائرة مهما كان حجمها.
-
نعم، إنه مجدٍ بالتأكيد. الفكرة ليست في الوصول إلى قمة هرم السلطة دفعة واحدة، بل في تفعيل مبدأ “التأثير المتسلسل”.
- كل شخص هو مركز دائرة نفوذ: مديرك المباشر قد لا يكون وزيراً، لكن شبكة معارفه تختلف عن شبكتك وقد يكون على صلة بشخص أكثر نفوذاً منك. رئيس جمعية الحي يمكنه حشد جهود عشرات العائلات لتنظيم فعالية أو حملة تبرعات.
- شرارة البداية: رسالتك الشخصية قد تكون الشرارة التي تجعل هذا الشخص يفكر في القضية بجدية لأول مرة. قد يقرر هو بدوره تطبيق نفس المبدأ والتواصل مع الشخصيات الأكثر نفوذاً في قائمته هو. هكذا تبدأ موجة التأثير في التوسع.
- المسؤولية الفردية: المبدأ الأساسي هو القيام بواجبك قدر استطاعتك. الله لا يكلفك بالوصول إلى الملك، بل يكلفك باستخدام الأدوات والصلات التي منحك إياها أنت
-
هذا تخوف مشروع جداً ويتطلب حكمة في التنفيذ.
- اختر لغة إنسانية لا صدامية: بدلاً من استخدام لغة دينية أو سياسية قد تكون مستفزة للطرف الآخر، ركز على الجانب الإنساني المشترك. تحدث عن “أزمة إنسانية”، “أطفال يموتون”، “مدنيون أبرياء”، “حقوق الإنسان”. هذه لغة عالمية يصعب رفضها.
- اعرض ولا تفرض: قدم الموضوع كطلب للمساعدة أو كلفت نظر إلى قضية إنسانية، وليس كأمر أو اتهام بالتقصير. يمكنك القول: “أعلم أنك تهتم بالقضايا الإنسانية، ولذلك أردت أن ألفت نظرك إلى المعاناة الشديدة التي تحدث في فلسطين…”
- قيّم علاقتك: أنت الأدرى بطبيعة علاقتك مع هذا الشخص. إذا كنت تعلم يقيناً أن رد فعله سيكون سلبياً جداً وسيضرك، يمكنك اختيار شخص آخر من قائمتك. ولكن لا تفترض رد الفعل السيء مسبقاً، فالكثير من الناس يتجاوبون مع النداءات الإنسانية الصادقة.
-
سؤال ممتاز. كلما كان طلبك محدداً وعملياً، زادت فرصة الاستجابة. يمكنك اقتراح إجراءات ملموسة حسب منصب الشخص:
- للسياسي أو المسؤول: “هل يمكنكم إصدار بيان يدين استهداف المدنيين؟” أو “هل يمكنكم طرح الموضوع في الاجتماع القادم؟”
- لرجل الأعمال أو المدير: “هل يمكن للشركة تنظيم حملة تبرعات للمساعدات الإنسانية؟” أو “هل يمكننا التأكد من أن استثماراتنا لا تدعم شركات متورطة في الاحتلال؟”
- للداعية أو المؤثر الاجتماعي: “هل يمكنك تخصيص جزء من خطبتك/خطابك القادم للحديث عن المأساة الإنسانية هناك والدعاء لهم؟”
- لأي شخص: “هل يمكنك استخدام منصتك للتوعية بما يحدث ومشاركة مصادر موثوقة؟”
-
هذه من أهم النقاط التي يجب الإنتباه إليها، المقياس الحقيقي ليس في الدنيا بل في الآخرة.
- النجاح هو أداء الواجب: أنت لا تقيس الأثر بالنتائج المادية المباشرة. المقياس الحقيقي هو: “هل قمت بمسؤوليتك؟”
- الأثر غير المنظور: قد تكون رسالتك هي القشة التي قصمت ظهر البعير، أو البذرة التي ستنمو لاحقاً. قد لا ترى النتيجة أبداً، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة.
- التركيز على العمل لا النتيجة: أجرك مضمون بنيتك وعملك، سواء استجاب الشخص أم لم يستجب. هذا المفهوم يحرر الإنسان من إحباط انتظار النتائج، ويجعله يركز على أداء ما عليه بإخلاص.
-
هذا سؤال واقعي ومهم جداً. هذه النقطة تشجع على العمل، ولكنها لا تدعو إلى تعريض النفس لخطر محقق. المبدأ الإسلامي هو “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”.
- تقييم المخاطر واجب: على كل فرد تقييم بيئته السياسية والأمنية. إذا كان التحدث في هذا الأمر يعرضك لخطر السجن أو الأذى، فإن الحكمة تقتضي البحث عن وسائل أخرى.
- البدائل الآمنة: يمكن التركيز على الأفعال الأخرى الأقل خطورة، مثل الدعاء، أو التبرع من خلال قنوات آمنة، أو التواصل مع شخصيات مؤثرة خارج بلدك إذا كان ذلك متاحاً. الحكمة جزء لا يتجزأ من العمل.
تذكر أنه عليك السعي قدر وسعك، وليس عليك النتيجة
أخلص نيتك لله، ولا تعجز، ولا تقلل من فعلك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها فهناك خالق عادل عنده تجتمع الخصوم
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال